|
الجزيرة - عبدالله البراك - وكالات:
سجل عدد من الاسواق العربية أمس انخفاضات متفاوتة جراء بعض الاضطرابات التي تعصف بعدد من الدول العربيه حالياً، وفي مصر هوى الجنيه المصري إلى أدنى مستوياته أمام الدولار الامريكي في ستة اعوام ليصل سعر الدولار إلى (5.8470) جنيه مصري بعد خروج آلاف المصريين في مظاهرات « يوم الغضب «. من جانبها قالت وكالة فيتش الائتمانية إن من السابق لأوانه تغيير التصنيف الائتماني لمصر أو حتى تغيير توقعاتها الاقتصادية.
وكانت البورصة المصرية قد أوقفت التداولات أمس لأول مرة منذ أكتوبر 2008 وقال هشام ترك مدير العلاقات العامة بالبورصة «الإيقاف يأتي بعد الانخفاضات الحادة التي شهدتها الأسهم والمؤشرات منذ جلسة أمس».
وكان رئيس البورصة الدكتور خالد صيام قد توقع أن تستعيد البورصة توازنها ابتداء من جلسة الغد، خصوصاً مع عمليات الشراء القوية التى شهدتها الأسهم المصرية اليوم، والتى تؤكد الثقة في الاقتصاد المصري. وأوضح أن تعاملات امس سجلت صافي شراء للمستثمرين الأجانب بلغ نحو 90 مليون جنيه، كما بلغ صافي شراء المؤسسات والصناديق الاستثمارية 82 مليون جنيه بعد استبعاد تعاملات السندات.
وأكد صيام أن هذه الأرقام تعطي دلالة واضحة للمستثمرين في البورصة المصرية بعدم التسرع في اتخاذ القرارات ودراستها جيدا قبل الإقدام عليها، مطالبا الأفراد وصغار المستثمرين بالبورصة بعدم الانسياق وراء ما يمليه عليهم غيرهم لأهداف محددة ومعروفة.
ونصح رئيس البورصة جموع المستثمرين بالبورصة المصرية بعدم تكرار أخطاء الماضي والتعلم من الدروس جيداً، مشيراً إلى أن الأرقام تؤكد أن الكيانات الاستثمارية الكبيرة تتجه للشراء في الأوقات الحالية استغلالا لفرص هبوط الأسعار. وطالب صيام المستثمرين الأفراد من المصريين بأن يكونوا أكثر هدوءاً في التعامل مع الأحداث وعدم اتخاذ قرارات انفعالية غير مبنية على أسس، مشيراً أيضاً إلى أنه يجب أن يتخذ القرار الاستثماري بناءً على واقع حقيقي.
وعلى الصعيد الخليجي فقد سجلت الأسواق المالية انخفاضات متفاوتة نتيجة الانتهاء من موسم اعلان النتائج السنوية للشركات المدرجة فالسوق السعودية سجلت انخفاض قارب 0.39% بإغلاق يوم الاربعاء وسوق دبي سجلت انخفاض قارب 0.94% اما ابوظبي فقد انخفضت بمقدار 0.36% والكويت انخفضت بمقدار 0.46% وقطر بمقدار 0.51% ومسقط بأقل من 0.03% اما سوق البحرين المالية فقد غردت خارج السرب بإرتفاع طفيف لم يتجاوز الواحد بالمئة.
من جانبة قال محلل الاسواق المالية الدكتور وضاح طه إن الانخفاضات في الاسواق المالية في المنطقة تاتي لأسباب مختلفة فعلى سبيل المثال في دول الخليج تأتي هذه الانخفاضات لضعف معامل الارتباط بين الاسواق وبين اقتصاداتها وكذلك تدني معامل الارتباط بين الاسواق الخليجية وبين الاسواق العالمية وهذا التدني محسوب على اساس شهري بينما نجد عالميا ان اداء الاسواق يتفوق على اداء اقتصادات تلك الدول على عكس اسواق الخليج والتي لاحظنا ان اداء الاقتصاد الكلي للدول اعلى بكثير من اداء الاسواق المالية هذا من جانب اما العوامل الاخرى فهي ترتبط بالعامل النفسي وهو الاخطر وهذا لوحظ بإنخفاض التداولات وعدم وجود شهية لدى المستثمرين للتداول.
وحول عدم ارتباط الانخفاض الحاصل بالاسواق خلال هذا الاسبوع بنتائج الشركات المالية والتي يعتبرها المحللون بأنها جيدة وأوضح طه إن استعراض الاسواق المالية العربية خلال الفترة الماضية يوضح حجم التأثر بوجود المستثمر المشترك والذي يلاحظ في السوق المصرية حيث يوجد عدد من المستثمرين السعوديين فيها وهناك خشية من قراراتهم والتي غالباً ما تكون قرارات هؤلاء المستثمرين قرارات معممة كما ان هناك مؤثرات اخرى كإستثمارات للشركات المدرجة مثل دانة غاز واستثماراتها في مصر.
وانتقد طه تأخر البورصة المصرية في ايقاف التدولات بالرغم من حقها في ايقاف التداول اذا ما إرتأت ضرورة هذا الايقاف والضرورة واضحة في السوق المصرية خاصة وانها سجلت انخفاض 10% في اليوم الاول و10% في اليوم الثاني وهذا مايعني خسارة كبيره تكبدها المتداولان خلال اليومين الماضيين بسبب تاخر قرار الايقاف، واثنى وضاح طه على عملية ايقاف التداول في السوق المالية التونسية مؤكداً من الواضح ان ادارة البورصة إتخذت القرار السليم ولم يخفي تخوفه من البورصة اللبنانية في ظل الظروف السياسية التي تعيشها مؤخراً.