كدأبه في مثل هذه الأحداث، تفاعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع ما تشهده محافظة جدة من أخطار حقيقية بسبب تواصل هطول الأمطار ولمدد زمنية فاقت كل ما شهدته المحافظة في عقود مضت؛ فقد أدى ازدياد كميات المياه التي غمرت الشوارع والأنفاق وأحاطت بالمنازل والمؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات والمستشفيات، وظلت السيول تتجمع وتهدد هذه المباني كونها لم تجد مجاري تسلكها وتخفف الضغط الذي يمثله تجمع المياه.

وقد حذر وطالب خادم الحرمين الشريفين من وجوب التحرك والعمل بمسؤولية وأمانة ودون أي تأخير البدء بشكل عاجل لتوفير كل التعزيزات للحد من الأخطار الجسيمة التي تواجه محافظة جدة وأهلها، خاصة وأن الأمطار مترقب استمرارها في الأيام القادمة.

توجيهات خادم الحرمين الشريفين المبلغة لسمو نائبه وسمو النائب الثاني والوزراء المعنيين وسمو أمير منطقة مكة المكرمة واضحة ومحددة، وهي بقدر إيجازها حاسمة في الإنجاز والتنفيذ الفوري لإنقاذ جدة ومواطنيها والمقيمين بها، وإذ شدد الملك على أهمية العمل ليل نهار لإنقاذ العباد الذين تحاصرهم أخطار السيول والغرق، فإن التوجيه واضح بأن الحساب سيكون شديداً لمن يقصر أو يتهاون في هذا الأمر، وقد أوضح أمير منطقة مكة المكرمة بأن أمر خادم الحرمين سينفذ حرفياً، وأن المعالجة ستتم بكل جدية وبمتابعة دقيقة، وأنه، ورغم أن كمية الأمطار التي هطلت على جدة كثيفة جداً إلا أن هذا ليس تبريراً لما يحدث وحدث في المحافظة التي توقفت الحركة في شوارعها، والمواطنون محتجزون في المساكن والإدارات الحكومية والمؤسسات.

المعالجة والمتابعة ومحاسبة المقصرين وأي إهمال يحصل يخفف حتما من الآثار السلبية لما تشهده المحافظة التي عانت من إهمال المسؤولين خاصة في مجالات تصريف السيول وإقامة شبكة مجاري للمدينة التي لا تزال تفتقر لشبكة متكاملة، فحتى الآن لا تمتلك سوى 10% من الشبكة التي يجب أن تغطيها، بالإضافة إلى عدم إقامة سدود، بل حتى المشاريع التي أمر بتنفيذها بعد كارثة العام الماضي تأخر البدء في تنفيذها، وهذا تقصير آخر يجب محاسبة من تسببوا فيه. جدة، في ضمير القائد خادم الحرمين الشريفين الذي يتابع ما سيتم من تنفيذ التوجيهات بسرعة إنقاذ المحافظة وتضميد جراح أهلها والمقيمين بها.

JAZPING: 9999