في عرف البشرية يصعب على الإنسان معرفة الآخر من أول لقاء, أو أول حديث, و يخطئ التقدير من يصف ذلك دون التمعن أو التعامل و التعايش معه.
ذلك أن تقدير الأشخاص يبنى على الأقوال والأفعال, والخصال الشريفة والعالية التي يتصف بها كل من يحمل صفات الشهامة و الجود و العز.
وعندما يتيح لك العمل مع مثل هؤلاء حتى و لو كانت أياما أو أشهر قليلة فسوف تكون ذكراهم راسخة رسوخ الجبال.و قد عملت عقدا من الزمن مع الرجل والفارس الذي ترجل عن الرياضة السعودية عندما كان رئيسا للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات و الذي قدم أثناء ترؤسه تلك اللجنة بعد توليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب العديد من البرامج والمشروعات الخاصة بالتوعية ضد آفة المخدرات من خلال البرامج الوقائية في الجهات الحكومية والقطاعات العسكرية بشكل عام وداخل الأندية الرياضية بشكل خاص من عقد الندوات العلمية والمحاضرات بمشاركة الجامعات السعودية منذ عام 1419، حيث بذل فيها الجهد الكبير في دعم و تنفيذ تلك البرامج بهدف نشر الوعي الثقافي والصحي والاجتماعي لوقاية الشباب من أدران آفة المخدرات وتغيير اتجاهاتهم سلبا نحو تلك الآفة. ذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وكنت أتابع شخصيا اهتمام سموه وحرصه على تطبيق جميع البرامج المعتمدة من لدن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية (يحفظه الله) في ذلك الوقت .. و كانت توجيهاته الدائمة نابعة من حرصه على حماية أبناء الوطن و شبابه من أدران المخدرات, وكان لسموه الدور الكبير في دعم برنامج تطوير البرامج و المناهج الدراسية في مجال مكافحة المخدرات, وكان حريصا أن تخرج هذه الدراسة بالشكل المطلوب وأن تشترك فيها وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم وأن يقدم خبراؤها كل مالديهم من خبرات وتحويلها إلى مفردات يمكنها توصيل الرسائل المنشودة لتحصين أبناء الوطن من هذا الداء الوبيل، وكان سموه (يحفظه الله) يتابع بشكل دقيق هذه الدراسة بحكم أنها تهم فئة النشء والشباب والفتيات.. وأذكر أننا كنا في اجتماع مع سموه وأشار إلى الشعار الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) {لا للمخدرات} في عام (1408 هـ حتى عام 1412 هـ) بأنه أدى دوره و طلب سموه تطوير هذا الشعار و خلق برامج أخرى يمكن أن تحقق الأهداف المنشودة في تحصين الشباب ووقايتهم من المخدرات و ارتأى سموه عمل مسابقات ثقافية موجهة لفئة الشباب وعقد دورات تدريبية و معارض توعوية داخل المدارس في المراحل المتوسطة والثانوية, وخصص لها الحوافز والمكافآت المادية والعينية مما جعل كافة شرائح المجتمع يشارك فيها من جميع مناطق المملكة، وشارك في السنوات التي تلتها أعداد كبيرة من الدول العربية كما وجه سموه جهاز مكافحة المخدرات ووزارة الإعلام بإنتاج رسائل تلفزيونية وإذاعية وتم بث تلك الرسائل لعدة سنوات حققت من خلالها الأهداف المنشودة، وكان سموه حريصا على تنفيذ هذه البرامج باعتبار أنها من أولى واجباته كرئيس جهة تحمل اسم (رعاية الشباب) بمعناها الشمولي. كما عرف عن سموه كرمه وسخائه ومساعدته للجميع والتي رأيتها وعايشتها مع سموه عندما كان يدعم و يساعد المتعافين من إدمان المخدرات حتى يعودوا إلى حياتهم الطبيعية كما كان سموه يفرح باستقبال أولئك المتعافين بعد عودتهم من أداء مناسك العمرة أو أداء فريضة الحج . هذا غيض من فيض عرفته عن سموه أطال الله في عمره, ولا يمكن لشخص مثلي أن ينساه.. خلاف ما قدمه للرياضة السعودية أثناء توليه دفة الرئاسة.فشكرا لسلطان بن فهد ... لما قدمه لهذا الوطن من أعمال جليلة سواء فيما يتعلق بالرياضة أو في مجال مكافحة المخدرات , ودعائي لسموه بالتوفيق والسداد وأن يحفظه ويوفقه في حياته الجديدة.
عبدالاله بن محمد الشريف -مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية.