|
شقراء - عبدالله إبراهيم المقحم:
أنهت لجنة التراث المنبثقة من مجلس أهالي شقراء أعمال المرحلة الأولى من ترميم البلدة التاريخية بشقراء والتي تكفل بها المهندس محمد بن سعد البواردي، وشملت حي الحسيني بالكامل؛ وقد قدرت تكلفة المشروع بأكثر من مليون ريال تشمل جميع أعمال الترميم ووإعادة البناء وتمديد شبكة المياه والشبكة الكهربائية وإعادة تأهيل طرق وممرات الحي.. (الجزيرة) تجولت في مكونات المشروع والتي كان من أبرزها:
مسجد الحسيني
يعتبر مسجد الحسيني من أقدم المساجد في شقراء ولا يعرف تاريخ إنشاؤه، ولكن هناك عدداً من الوثائق التي تدل على أن بناءه كان في القرن الثاني عشر، وهذه الوثائق كانت تنص على أوقاف للمسجد، كما أن هناك وثيقة تنص على إعادة بناء المسجد، وتاريخ هذه الوثيقة عام 1307هـ ويحتوي المسجد على عدد من المرافق منها: (الخلوة) وهي مكان تحت الأرض وتقام فيها الصلاة غالباً في فصل الشتاء لاتقاء البرد، كما يشمل على مساحة خارجية -السرحة- تقام فيها الصلاة فترة النهار في فصل الشتاء، كما تقام الصلاة في سطح المسجد في فصل الصيف وخصوصاً فترة الليل أو صلاتي الظهر والعصر في أيام الشتاء المشمسة.
ومن مرافق المسجد التي أعيد ترميمها المسقاة وهي دورات المياه الخاصة بالوضوء في مسجد الحسيني، كما أعيد حفر بئرها الأصلية و(المنحات) وهي مكان منحدر بطول عمق البئر مخصص للماشية والدواب ليسهل عليها عملية استخراج الماء من البئر، كما أعيد بناء المئذنة والتي سقطت عام 1418هـ من جراء كثرة السيول وهي ترتفع عن المسجد قرابة 12م، وكان الغرض منها إسماع صوت الأذان لأقصى مسافة ممكنة حتى يسمعه الجميع لعدم وجود مكبرات الصوت آنذاك.
ومن مرافق المسجد: حايط لولوة وحويط الجماعة وهي عبارة عن حقول نخل موقوفة على المسجد وهي محيطة به وتصرف عليها سيول الحي، كما تم استحداث بوابة من سور شقراء الغربي لتسهيل عملية الوصول للمسجد.
هذا وقد تم الانتهاء الكامل من المشروع وإنارة المسجد والأماكن المحيطة به وتوفير دورة مياه حديثة وتوصيل شبكة المياه لها وتكييف المسجد من الداخل لإقامة جميع الصلوات بما فيها صلاة التراويح في رمضان.
منزل حشر البواردي
ومن ضمن أعمال المرحلة الأولى من الترميم قامت اللجنة بإعادة تأهيل منزل حشر البواردي وهو عبارة عن منزلين دمجا مع بعضهما، ويقع في غرب المسجد مباشرة ويحتوي على عدد من الغرف الواسعة ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1288هـ.
بيت المطوعة إدريسة
وهو دار ل(سارة بنت إدريس الدريس) التي كانت تدرس الفتيات في هذا البيت القراءة وتلاوة القرآن الكريم وحفظه وذلك في حدود عام 1345ه.
مدرسة السليمي
وهي من المدارس القديمة (الكتاتيب) التي تهتم بتدريس الأبناء الذين يقومون بتعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة على -ألواح الخشب- وقد تخرج من هذه المدرسة عدد من العلماء والمشاهير أمثال معالي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء والشيخ حمد بن عبدالعزيز الجميح وغيرهم.
سور الحفر
ويمثل سور الحفر جزءاً من سور شقراء المحيط بالبلدة التاريخية على طول 250 متراً في الجهة الشمالية الغربية ويحتوي على باب العقدة ومقصورة آل زيد ومقصورة حشر ومقصورة آل مترك.
كما تمت إعادة تأهيل مجيلس البواريد وحوش الخيل، واستكملت باقي الصوابيط والسكك الموجودة في حي الحسيني لتنتهي بذلك المرحلة الأولى من الترميم والتي تغيرت فيها معالم البلدة وأخذت منحى سياحياً ذا طابع تاريخي مما جعله هدفاً للسيّاح الأجانب والزوار من أهل شقراء الذين يتوافدون إليه للالتقاء في أجواء تراثية وسط مناظر خلابة، وقد تم تكليف مؤذن وإمام للصلاة في المسجد بما فيها صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك؛ وكان لرعاية المهندس محمد بن سعد البواردي بالغ الأثر في عودة الحياة لهذا الحي، وقد شرع مؤخراً بترميم بيت والده، كما أبدى استعداده لاستكمال أيّ مشروع متعثر لدى لجنة التراث.