يستبشر ويبتهج أهالي مناطق المملكة العربية السعودية هذه الأيام بقدوم قائدهم الذي أحبوه، وعودة إمامهم الذي بايعوه، بعد رحلة علاج تكللت ولله الحمد والمنَّة بالنجاح، وشفاه الله تعالى مما ألم به، وهذا الاجتماع المبهج بين ولي الأمر والمواطنين، مما أكرم الله تعالى به أهل هذه البلاد الشريفة، بلاد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، حيث اختلط بأرواحهم تراب أرضها، الذي شهد حياة أكرم الخلق وأعظم البشر، وعلى ثراها وطئ أصحابه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فلم يبق في وادٍ ولا جبل من أنحائها موضع لغير الدين والعدل والخير والشريعة السمحة، فورثت الأجيال هذه المعاني جيلاً عن جيل، ينشأ اللاحق على ما ترك السابق، وكلما ضعفت هذه الوشيجة وارتخت بعث الله لها من يجددها ويجمع الناس عليها، حتى اختار الله تعالى في عصرنا الذي نعيشه من يجددها، فلقد كان آباؤنا يذكرون ما أنعم الله تعالى به على هذه البلاد من توحيد لأقاليمها على يد الإمام الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ثم تبعه على طريقه أولاده ملوك المملكة العربية السعودية، وها نحن اليوم نعيش في سيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، الذي سار على ما سار عليه أئمة وملوك هذا البلاد من العدل والاستقامة على القرآن الكريم، والسنَّة النبوية الشريفة، الذي اجتهد في بذل المزيد من مشاريع التطوير والبناء في كافة المجالات التعليمية والصحية والمعيشية، فرغم كثرة التحديات والأزمات التي مرت بها دول العالم خلال السنوات الأخيرة، وما زالت، إلا أن السياسات الحكيمة لخادم الحرمين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، جنبت البلاد شرور الأزمات والفتن التي تفتك بالأرواح والأموال، ففي السنوات التي يشهد فيها العالم هزة اقتصادية أثرت على كثير من اقتصاديات الدول الكبرى، وتأثرت بها الشركات العالمية، تسارعت في مناطق المملكة العربية السعودية حركة التشييد والبناء وافتتاح مزيد من الجامعات السعودية، والطرق السريعة، وابتعاث عشرات الآلاف من أبنائنا الطلاب إلى أرقى الجامعات العالمية، كل ذلك من توفيق الله تعالى لخادم الحرمين الشريفين في سبيل تهيئة المستقبل الأمثل لأجيالنا القادمة، وتأسيس أرضية حضارية صلبة يمكن الاعتماد عليها بعد الله تعالى، فإن الاستثمار بالإنسان أهم من الاستثمار بالأموال، ونحن ولله الحمد في عهد خادم الحرمين الشريفين قد عشنا وشهدنا على نجاح الاستثمار في بناء الإنسان وكذلك في بناء الأوطان. وسيكتب التاريخ لخادم الحرمين الشريفين كل ما قدمه لهذا البلد الأمين من خدمات جليلة لكتاب الله تعالى ولحجاج بين الله جلّ وعلا والمعتمرين ضيوف الرحمن، ولشعبه، وللمقيمين فيه من قريب البلاد وبعيدها، فإن الناس شهداء الله في أرضه.
لقد شهد العالم كلّه على شخصية خادم الحرمين الشريفين قائداً إنسانياً وحكيما مؤثراً من عظماء التاريخ، فهو الأب الحنون والقدوة الملهم للزعماء والساسة، والمعين والنصير بعد الله تعالى لكل مقهور أو فقير ومسكين، أو يتيم وضعيف.
لقد علمنا ديننا الحنيف أن نشكر كل من أسدى إلينا معروفاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه) ومكافأة صناع الخير تكون بالدعاء والذكر الحسن لما بذلوه والمحافظة على ما أنجزوه والوفاء لهم بما قدموه. فاللهم وفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف لما تحبه وترضاه، وأتم على خادم الحرمين الشريفين لباس الصحة والعافية وأسعده في الدنيا والآخرة.
(*) مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة حائل