يبكي العقيدُ على الكتاب الأخضر
وعلى نهايةِ حظِّه المتعثِّر
يبكي العقيد على زمانِ ولايةٍ
أمضَاه بين تسلُّطٍ وتكبُّر
طاغٍ تمرَّسَ في إهانةِ شعبهِ
وأدار فيهم كلَّ فعلٍ مُنْكَرِ
كم عالمٍ ألقاه في زنزانةٍ
مشؤومةٍ كم شاعرٍ ومفكِّرِ
ولكم أراقَ دماءَ قومٍ، ما لهم
ذَنبٌ سوى التَّقوى وحُسْنِ المَخْبَرِ
سنواتُ حكمٍ عاشها متخوِّضاً
يَبْتَاع في سوق الضَّلالِ ويشتري
يا ليبيا يا شَعْبَها الحرَّ الذي
منذ انطلاق الظلم لم يتحرَّرِ
ارفعْ يديك إلى السماءِ مردِّداً
يا ربِّ، واذرفْ دمعةَ المُسْتَنْصرِ
يا ليبيا، يا ساحةَ المختارِ يا
وطناً محا أسطورةَ المستعمرِ
يا أيُّها الشَّعْبُ المجاهدُ إننا
لنرى ملامحَ وَجْهِ نَصْرٍ مُسْفِر
خُذْ من أحبَّتِكَ العزاءَ، فإنهم
حضروا، وإنْ أجسادُهم لم تَحْضُرِ
حضروا بأفئدة المحبِّين التي
تحيا على أمَلِ الخلاصِ المُزْهِرِ
يا ربِّ أنْقِذْ ليبيا من ظالمٍ
ما زال يمشي مِشْيَةَ المتبختِر
وامنُنْ على المستضعفين بساعةٍ
يلْقون فيها النصر دون تأخُّرِ
إني لأبصر ساعة الفَرَج التي
جاءتْ بعين المسلم المسْتَبْصِرِ
نسيَ العقيدُ نهايةً مشؤومةً
كُتِبَتْ لكلِّ مخرِّبٍ مستكبرِ