Thursday  24/02/2011/2011 Issue 14028

الخميس 21 ربيع الأول 1432  العدد  14028

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في أكبر صفقة نذالة في تاريخ ليبيا قام رئيس دولتها، بالإعلان: عن وظائف لمرتزقة - أفارقة وأجانب -، وإعطائهم رواتب، تصل في اليوم الواحد إلى « ألفي « دولار - كمكافأة -، مقابل ما يقومون به من قتل، وتعذيب ضد الشعب الليبي، وبصورة تنم عن الخسة، والبشاعة.

تارة، باستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وتارة، عن طريق قصف طيران - حربي ومدني -. وتصاعد الخسائر في الأرواح في بنغازي، ومصراتة، ومدن أخرى. في حالة تنم - بلا شك - عن فقدان القدرة على تفسير الواقع، والسيطرة عليه، والإحساس بالعجز، وفقدان الحيلة.

مارس «القذافي» كل صنوف الحرمان، وتحمل شعبه الظلم، والضيم، والقهر، والتعذيب، والتجويع، على - مدى - أربعة عقود عجاف. ونهب أموال، وأرصدة الخزانة العامة. وبدد ثروة الشعب، وموارده الطبيعية. وها هو - اليوم -، يمارس أسوأ صور العنصرية، بجلبه للمرتزقة ؛ لاستخدامهم في قمع الانتفاضة الشعبية.

سقطت كل الخيارات، وتوارت جميع البدائل، الواقفة على أرضية هشة، ولم تصمد أمام جموع المتظاهرين. فذبح شعبه بدم بارد، وتلذذ بسفك دمائه، وتلونت مدن ليبية، كبنغازي والبيضاء، وطبرق بالأحمر، وأجدابيا، باللون الأحمر الطاهر؛ لأنه يريد إخماد الاحتجاجات بأي ثمن، حتى وإن المقابل، هو: أرواح الناس. وهو ما يؤكده « مالكوم سمارت « - مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية -، بقوله: « إن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، تستخدم القوة المميتة بدون إنذار، ضد المحتجين الذين يطالبون بالتغيير، وإن النتيجة متوقعة تماماً، هي: الوصول إلى كارثة. إذ إن عدداً كبيراً من الأشخاص، يتعرضون للقتل وأن الوضع المتوتر يتصاعد بشكل مثير للقلق».

قبل أربع سنوات، كتبت مقالا، بعنوان: « هلوسات فيلسوف «. رجوت الله: أن يهيئ للشعب الليبي من يخلصهم من هلوسات - الفيلسوف المتقلب - القذافي، قبل أن يعلن، أنه: «المهدي المنتظر». كما حصل للدولة الفاطمية، حين خلص الله المسلمين منها على يدي صلاح الدين - رحمه الله -، دون أدنى مقاومة ؛ لأنه دعا إلى إقامة ما سماه: بالدولة الفاطمية الثانية في شمال إفريقيا ؛ ليؤدي دورا مهما، وحساسا في وقت عصيب، تعيشه الأمتان - العربية والإسلامية -، وذلك لمصلحة إسرائيل قبل غيرها من الدول المعادية. ويمثل في الحقيقة وعن قصد، مشروعا معاديا للعرب والمسلمين. وإنني متفائل، أن تكون نهايته قربت - بإذن الله -، بعد أن أحاطت به الفتن من كل جانب، فسنة الله ماضية.

سلام الله على أبناء «عمر المختار» الشهيد الحي، وهم يصيغون الحدث، حين خرجت الأمور عن نطاق السيطرة، وتم الدفع بها في اتجاه دوامة العنف. إذ لم يعد ممكنا خداع الجماهير، وتزييف الحقائق، أو الوقوف باتجاه المستقبل، في إطار التغيير الكامل للمنظومة - الاقتصادية والسياسية -، ورفض الاستبداد والفساد. ولا تدعي هذه الكلمات، بأنها قادرة على تقديم تفسير عما يحدث، يمكن أن يمنحها الإحساس باليقين، أو أن تكون المشهد والمشاهد. وسيبقى سؤالي: هل من المعقول أن يغمض العالم عينيه، وكأن شيئا لا يحدث في ليبيا؟

drsasq@gmail.com
 

لك الله .. يا شعب ليبيا !
د. سعد بن عبد القادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة