(يا هلا كثر التراب
وكثر ما مرَّ السحاب
وما مشت الركاب
وما قُلطت الحيل
و (برطم) البخيل)
***
بهذه العبارات الترحيبية (الشمالية) العفوية التي كان يقولها أهلنا في الشمال تحديداً لدى حلول قادم عزيز عليهم أردنا أن نرحب بمجيء مليكنا المفدى سالماً غانماً معافى ومشافى إلى قلب شعبه الذي يحمله دائماً في القلب مثلما يحمله هو في قلبه الكبير أينما حلّ سواء في بلاده الغالية أو خارجها حتى ولو كان في رحلة علاجية والدليل على ذلك هو قوله المأثور (ما دمتم بخير فأنا بخير)، وهذا يدل على حبّه الأبوي والتلقائي لشعبه الذي يحبه مثلما يحبه هو. ولعل أكبر دلالة على هذا الحب المتبادل بين الحاكم وشعبه هو أنه في الوقت الذي فيه تهتف الشعوب مطالبةً برحيل حكامها، ها هو شعبه الوفي يهتف فرحاً لمجيء حاكمه وهذا الحب التلقائي والعفوي والولاء العميق لم يأت بهذه السهولة، بل هو موغل في التاريخ منذ جده الأول الإمام محمد بن سعود طيَّب الله ثراه وحتى عهده المجيد مروراً بكل الأئمة السعوديين الذين تعاقبوا على حكم هذا الوطن الذي وحَّده من أقصاه إلى أقصاه والده المؤسس العظيم عبد العزيز بن عبد الرحمن طيَّب الله ثراه.. تلك الوحدة التي لم تكن وحدة جغرافية فحسب، بل كانت وحدة دينية اجتماعية ربطت بين الحاكم والمحكوم من خلال اندماج هذه الأسرة الكريمة مع أغلب أسر وقبائل ومدن مملكتهم الغالية لتكوّن نسيجاً متيناً من التواشج والتآلف والتمازج الاجتماعي الذي أدى إلى تكوين هذا الكيان الفريد من الأوطان.
***
وعبد الله بن عبد العزيز - أطال الله عمره- استطاع بنقائه وصراحته وتواضعه وحبه للخير أن يمتلك كل قلب ينبض بالحب له ولوطن الحب ولشعب يحب مليكه ووطنه العزيز فأهلاً بملك القلوب في القلوب.