كنا ولا نزال نفتقد للعديد من الخدمات في مطاراتنا. وكنا ولا نزال إذا سافرنا إلى دول قريبة أو بعيدة، لا يمكن مقارنتها بمستوانا الاقتصادي وموقعنا الحضاري المفترَض، نتحسر على المستويات السيئة التي وصلت لها مطاراتنا.
في مطار الملك عبدالعزيز بجدة، بدأت خدمة جديدة، وهي خدمة تغليف بعض الأغراض الشخصية للراكب. وبالقدر الذي ارتاح فيه المسافرون لهذه الخدمة، إلا أن أسعارها مبالغ فيها، خاصة فيما يتعلق بتغليف عبوات ماء زمزم، وهي مسألة إلزامية، تلزم الخطوط السعودية الراكب بها، قبل أن يُنهي إجراءات حقائبه. وتعرفون أن النسبة الغالبة من الركاب المغادرين من هذا المطار المزدحم بالرحلات على مدار الساعة، يحملون معهم عبوات لماء زمزم، وجميعهم مجبرون وليسوا مخيرين، على تغليف عبواتهم من «مركز التغليف الآمن».
إن مبلغ 8 ريالات، مقابل كيس بلاستيكي، سعر لا يمكن قبوله، علماً بأن هذا الكيس في معظم الأحيان لا يحمي العبوة التي داخله، أي أنه غير آمن : أليس من المفروض أن يكون هناك مَنْ يراجع أسعار هذه الخدمة قبل بدئها، ليعرف إن كانت تستحق أم لا ؟! وإذا كانت الخطوط السعودية أو هيئة الطيران المدني قد فرضت إيجاراً باهظا على مُقَدِّم هذه الخدمة، مما أجبره على رفع الأسعار، فلتعلم الجهة المستفيدة من الإيجار أن الناس كلهم، مواطنين ومقيمين، معتمرين وحجاجاً، يستغربون هذه الأسعار، ويتمنون إعادة النظر فيها.