Wednesday  16/03/2011/2011 Issue 14048

الاربعاء 11 ربيع الثاني 1432  العدد  14048

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

 

مملكة البحرين الجميلة
محمد بن حمد البشيت

رجوع

 

لؤلؤة الخليج وثغره الباسم ومجتمعه الأنيق وحريته الراقية, وأمنه المطمئن الذي لم تعكر الحياة صفو صفة التعايش بين طوائفه وألوانه المتعددة المتعايشة حياةً ورفاهًا وعزةً وحميميةً, كانت هي سمة على ملامح المواطن البحريني

بهجة وسعادة غامرة وبشاشة في وجه أشقائه من دول الخليج بل الدول العربية.

البحرين عرفتها بذلك الزمن البعيد عبر رحلات الغوص البحري وصيد اللؤلؤ البحريني الشهير, فكنت أستمتع بسماع رحلات الصيد البحرية المصحوبة بذلك الغناء الشجي المثير في مصارعة الأمواج العاتية في عرض البحر، ما بين صيد اللؤلؤ والأسماك البحرية الشهية المذاق على وقع غناء فناني البحرين الراحلين محمد زويد وعبد الله فضالة, فكنت أانتشي طربًا وتأخذ النشوة بمجامعي فكم وددت لو كنت مع السواعد السمر وهي تفل أشرعة مراكبها نحو الإبحار بعد مغادرة المراسي والدار, متخذة السماء ملحفة غطاء والبحر فراشًا ولكنه الفراش غير الآمن, فمن يستأمن من غدر البحر, فالأمان بالله من قبل ومن بعد!!

البحرين, رغم ضالة معرفتي في التفاصيل الدقيقة عنها, فإن ما تكون لدي هو النزر القليل من أشياء كثيرة, فكل ما سمعته عنها لا يفي ولا يعفي من المشاهدة, فكم وددت مشاهدتها كبلد حضاري يحث الخطو نحو التنمية البشرية في عالم المعرفة, والتنمية العمرانية لتهيئة المساكن للأجيال الجديدة والعيش بحياة كريمة للمواطنين البحرينيين, وفق ذلك العمل ب(الدستور) الجديد الكافل لحقوق المواطنة والتعبير بحرية, ولكن ليس بالقفز عليه وإحداث فوضى تأخذ البلد نحو المجهول.. لذلك تسعى حكومة البحرين جاهدة لتكريس مقدراتها ومعطياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية تجاه متطلبات شعبها, رغم شح الإمكانيات المالية والموارد الاقتصادية.

البحرين المملكة العريقة الجوار لمملكتنا السعودية, ترتبطان بأواصر القربى والمحبة والتآلف منذ العصور المنصرمة، حيث كانت الحياة تفرض صلة التقارب والتآخي, كأمتين عربيتين مسلمتين, مثلما هي سائر الروابط العربية الإسلامية مع الدول العربية والإسلامية الأخرى.. إلا أن الفارق المميز بين البحرين والسعودية, هي العلاقات الحميمة الدافئة, بل وشائج المحبة والإخوة المتمثلة بحسن الجوار لكلا البلدين.

البحرين.. ذي السياسة الحكيمة المنضبطة النفس البعيدة عن المماحكة السياسية والتدخل بشؤون الجوار, هو مما أكسبها الرزانة والإتزان.. فحفظت مكانتها وكيانها وسلامة شعبها على مدار الزمن, وخلقت نوعية فائقة من الفهم والتفاهم في علاقاتها مع الكل في الدول الخليجية والعربية, وإن كانت الأولى, تأتي في أولويات اهتمام البحريين كدولة خليجية, فهذا ينطلق من رؤية سياسية ثاقبة مدركة لوحد المصير كمنظومة خليجية لا يمكن التفريط بعقدها, لاسيما والكل بدول الخليج يربطها نفس الرابط كأسرة خليجية منضوية تحت مجلس التعاون الخليجي, الذي جمع شمل الدول الخليجية الست تحت توحيد الكلمة الواحدة والرؤى والتصورات لدرء المخاطر والكوارث والحروب عن شعوبها ووحدة أراضيها والتصدي لكل التدخلات الإقليمية وغيرها, مما يثير الفتن والنعرات الطائفية داخل بلدانها!!

مملكة البحرين الشقيقة, الهادئة المطمأنة, المتوسطة لمياه الخليج العربي الدافئة, تتعرض هذه الأيام لتدخلات إقليمية سافرة, عكرت وتعكر صفو حياة المجتمع البحريني, هذه الدولة الإقليمية, التي عزفت على موال الطائفة فخلقت المشاكل والفتن لتنال من مملكة البحرين, والمجير كل ذلك لصالح طائفتها, وهو الشيء الذي يحدث الآن في مملكة البحرين الشقيقة!!

لذلك انتابني شيء من الضجر من خلال اهتمامي ومتابعتي كخليجي لما يحدث هذه الأيام بمملكة البحرين الشقيقة, حفظها الله حكومة وشعبًا.

والله من وراء القصد.

Bushait.m.h.l@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة