Sunday  20/03/2011/2011 Issue 14052

الأحد 15 ربيع الثاني 1432  العدد  14052

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

 

الخليج كان وما زال وسيبقى عربياً
الأزمة البحرينية... ماذا تريد إيران!!!؟
د. محمد بن يحيى الفال

رجوع

 

أناطت الأحداث التي تشهدها مملكة البحرين القناع عن النوايا السيئة التي تضمرها السياسة الإيرانية الرسمية تجاه دول الخليج العربي، نوايا مليئة بالحقد الدفين وأطماع للاستيلاء على أراض لا ناقة لها فيها ولا جمل.

واتضح للقاصي والداني أن الأزمة البحرينية أزمة مفتعلة المقصود منها تنفيذ سياسات إيران التوسعية في منطقة الخليج العربي وهي سياسات ضاق صدر القيادة الإيرانية بها ولم تعد تستطيع إخفاءها حيث صرح في الآونة الأخيرة العديد من ملالي إيران بأن البحرين جزء اقتطع من إيران ولا بد من استعادته. ولقد سارعت الحكومة الإيرانية حينها بإصدار تصريح لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به تنفي فيه عن عدم وجود أطماع إيرانية في البحرين. ولكن الحقائق على الأرض والتي تبعت ذلك أكدت بشكل لا لبس فيه أن الحكومة الإيرانية ومنفذي مخططها في البحرين هم وراء الأحداث المخزية والمؤسفة التي تتعرض لها البحرين وأثبتت بالدليل القاطع عن وجود توجه واضح لدي قطاع واسع من المعارضة البحرينية نحو تغليبهم لمرجعية الحوزة على ولائهم لوطنهم، وهو أمر مؤسف للغاية ولا يمكن لعاقل شيعياً كان أو سنياً أن يرضى به.

الأزمة البحرينية بدأت بسلسة من المطالب ارتفع سقفها بشكل يدعو من لا يفقه بأبجديات الفكر السياسي إلى الشك والريبة وبأن هناك يد لم تعد خفية تحركها، من مطالب شعبية جلها اقتصادي وبعضها سياسي إلى فوضى عارمة لم تترك ولم تذر.كان رد فعل الحكومة البحرينية مثالا يقتدى به في الصبر والحكمة وتغليب مصلحة البحرين على كل ما سواها. وفى خطوة تدل على صدق نوايا الحكومة البحرينية فقد تم إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في الداخل والعفو لمن هم في الخارج.

وفي خطوة لاحقة وعندما انسحبت كتلة الوفاق البحرينية الشيعية من البرلمان، وهي كتلة المعارضة الرئيسة، أطلق الملك وبأريحية تدل على تخوفه على كافة مواطنيه ومما يمكن أن تؤول إليه الأمور، أطلق مبادرته غير المشروطة للحوار بين كافة أطياف المشهد السياسي البحريني وذلك برئاسة ولي عهده. في المقابل كان رد المعارضة التصعيد ثم التصعيد ولا شيء سوى التصعيد الموجه من الحكومة الإيرانية، وفي سيناريو يدل على إصرارها لتصدير ثورتها ولو بعد أكثر من ثلاثة عقود خلت عليها. رفضت المعارضة الكثير من الوسطاء الذين سعوا صادقين لإيجاد مخرج للأزمة ومن ذلك ما صرح عنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً. شاهد الجميع كيف آلت إليه الأمور من تخريب متعمد لا يرضى به مواطن سوي لوطنه مهما كان معتقده أو مذهبه. ترويع للآمنيين وتخريب للأماكن العامة وأماكن العلم والعلاج، في مشهد مخيف لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين بأن يحدث في البحرين. البحرين التي عرفت على مر العصور على تفاهم ومحبة وتراحم أهلها جاءت الأطماع الإيرانية وأفكار الحوزة لتفرق هذا التلاحم الذي كان الجميع يحسد البحرين عليه.

ليس هناك شك بأن الحكومة البحرينية بقيادة الملك حمد بن سلمان وولي عهده عازمة وبنية صادقة على تصحيح كل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها عدد كبير من سكان البحرين من مبدأ تمكينهم في معالجة هذه المشاكل عن طريق ممثليهم في البرلمان وخصوصاً كتلة الوفاق البحرينية التي يرأسها الشيخ علي سلمان الذي يحمل تاريخاً مشرفاً في خدمة بلاده البحرين ويؤمل منه أن يلتف حوله العقلاء من أبناء البحرين شيعة وسنة لبدء حوار جدي وفاعل يرضى به الجميع لإخراج البحرين من هذه الأزمة قوية متآخية متسامحة. فالبحرين للبحرينيين فقط، هم أهلها وهم من يديرون شأنها وإخوانها في بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هم إخوة، يؤلمهم ما يؤلمها ويفرحهم ما يفرحها ولاشك بأنهم سوف يقدمون كل الإمكانات لمساعدتها لتخط أزمتها. يدور الحديث حالياً بأن وفدا شعبياً كويتياً عالي المستوي سيقوم بواسطة لحل الأزمة البحرينية والتقريب بين أطرافها وبناء الثقة مجدداً بينهم. ويؤمل بأن الواسطة الشعبية الكويتية سوف تحدث انفراجا لحل الأزمة البحرينية حيث إنها تلقى ترحيبا من كافة الأطراف.

على كل حال حتى الازمات لها إيجابيتها كما سلبياتها، فأزمة البحرين الحالية وضحت وبشكل قاطع خبث نوايا الحكومة الإيرانية وهى التي كان الأجدر بها أن تقدر أبسط حقوق الجيرة ولكن التجربة تلو الأخرى تثبت أن هذا ليس من أولويات القيادة الإيرانية. عليه فعلى دول الخليج العربي أن تعيد وبشكل جذري كافة حساباتها لعلاقاتها الإستراتيجية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بدءاً من ملفها النووي مروراً بقضية احتلالها للجزر الإماراتية نهايةً بالعلاقات التجارية معها. أزبدت الحكومة الإيرانية وحاولت أن ترعب عن طريق بوقها المثير للاشمئزاز قناة العالم وغيرها مستنكرة دخول قوات درع الجزيرة لمملكة البحرين بناء على طلب الحكومة البحرينية المبني على اتفاقيات الدفاع المشترك بين الدول الأعضاء لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وبلغت الوقاحة بالحكومة الإيرانية أن تستدعي سفير مملكة البحرين والقائم بالأعمال في سفارة خادم الحرمين الشريفين بطهران مستنكرة هذه الخطوة التي كانت من أجل حماية المصالح الحيوية للشعب البحريني الشقيق من أعمال تخريب قد تتعرض لها خصوصاً مع المشاهد التخريبية التي تعرضت لها العديد من المرافق العامة في البحرين وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية. الحكومة الإيرانية التي تضطهد شعبها وتضطهد السنة العرب في إقليم الأهواز وفى أقاليمها الشرقية المتاخمة لباكستان تجد في نفسها الجرأة على شن هجمة إعلامية شرسة ضد المملكة لأنها وباتفاقيات ليست وليدة البارحة تُساعد في تأمين المصالح الحيوية لدولة أخرى عضو في هذه الاتفاقيات وبناء على طلبها.

وبلغت بها الجرأة بأن تقدمت بشكوى بهذا الخصوص إلى الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية. وقام أذنابها برشق سفارة خادم الحرمين الشريفين بطهران على مرأى ومسمع من قوى الأمن الإيرانية. أقامت الحكومة الإيرانية الدنيا ولم تقعدها عندما استعملت أحد الخطوط الجوية العالمية والتي تطير عبر أجوائها مسمى الخليج العربي في خرائطها الملاحية عوضاَ عن مسمي الخليج الفارسي. وفى إجراء مماثل فرضت عقوبات صارمة على مجلة «ناشيونال جوغرافيك» لأنها تجرأت واستخدمت مسمى الخليج العربي عوضاَ عن الفارسي. هذه الحكومة التي وجدت في نفسها الجرأة على البكاء والنواح على مسميات كتبت على ورق هي نفسها من يتحدث بوقاحة غير مسبوقة عن تدخل المملكة في شئون مملكة البحرين، ولكن لا يمكن حجب الشمس بغربال، فالأكاذيب ستبقى أكاذيب مهما سوق لها، والحقائق لا يمكن تجاهلها. ولتعلم الحكومة الإيرانية بأن المعطيات الجيوسياسية تؤكد بأن الخليج كان ومازال وسيبقى عربياً وبأن أهله هم وحدهم من سيدافعون عنه وبكل ما يملكون وعندما تدق طبول الحرب هم أول من سيلبي لها، ليس حباً بها ولكنهم لا يخشونها إذا فرضت عليهم.

باحث إعلامي

Alfal1@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة