مَنْ يُرِد معرفة الحقيقة فعليه أن يعيش فصولها، ويتداخل مع من يحدثونها، ويتعايش مع أوقات فعلها من قِبل مَنْ يصنعها.
في عصر تموج فيه الفتن والقلاقل، وتُستباح فيه حرمة الشعوب دون وازع أو ضمير، في وقت تفشى فيه الإعلام الفضائي، وغيَّب التعصب الطائفي الأعمى الحقائق.. فقد تجلَّت الحقيقة يوم الجمعة بكل أبعادها المضيئة التي لا يمكن لأحد أن يغطيها.
جمعة الخير.. جمعة الوفاء.. جمعة التلاحم، سَمِّها ما تشاء، فالسعوديون عاشوا في هذا اليوم الفضيل كل شيء: الفرح والولاء والصدق والوفاء؛ حيث تلقوا كل الخير، والوفاء بالوفاء، والحب بالحب..
مَنْ يُرِد أن يعرف أكثر فعليه أن يعيش مع السعوديين الذين لم يحتفلوا كل هذا الاحتفال الذي شاهدناه وما رصده العالم من مظاهر الالتفاف والولاء الصادق لقائدهم الملك عبد الله بن عبد العزيز لاستقبالهم الحزمة الكبيرة من الأوامر الملكية في جمعة الخير فحسب، بل لأن السعوديين يعيشون وضعاً مريحاً وأمناً في زمن الفتن والقلاقل، ولأنهم يتفيؤون أماناً واستقراراً في ظل ملك يعيشون دائماً في قلبه.. إنهم في خير دائم ومستمر.
أوامر الملك عبد الله بن عبد العزيز التي حفلت بها جمعة الخير ليست الأولى، وحتماً لن تكون الأخيرة، إلا أنها تُشكّل قفزة نوعية كيبرة في مسيرة الإصلاح والنماء، فإضافة إلى معالجة إشكالات الإسكان والبطالة جاء قرار إنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد، وتفعيل الأجهزة الرقابية للحد من المبالغة في رفع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية.
هذان الأمران، إضافة إلى ما تتضمنه الأوامر الملكية الأخرى من مضامين تنموية، يُعدّان خطوة متقدمة جداً لمحاصرة أصحاب النفوس الضعيفة التي لا يزال المال يتقدم عندها على مصلحة الوطن.
مَنْ يُرِد أن يعرف لماذا شعب المملكة ملتف حول قيادته، ومَنْ يُرِد معرفة سر مساحة الحب والولاء بين القائد وشعبه فعليه أن يدرس ويتفحص بعناية ما يقوم به ملكٌ يستوطن قلبَهُ شعبُهُ.
JAZPING: 9999