لم يعد السكوت على استفزازات وعنجهية حكام طهران مقبولاً، بل وبالنظر إلى حجم التجاوزات والخروقات السلوكية واللفظية لكبار مسئوليهم وعملائهم في المنطقة يعد السكوت عن كل هذا خنوعاً وخوفاً من تهديداتهم الفارغة التي لا قيمة لها؛ لأنهم فعلاً كالطبل الأجوف يصدر ضجيجاً ولا قيمة له.
حكام طهران الذين يتصورون أنهم يرهبون أهل الخليج العربي بعملائهم وخلاياهم النائمة يغيب عن عقلهم - إن كان لهم عقل- أنهم جدار هش من السهل والسهل جداً اختراقه، ولدى دول الخليج العربي من القوة والأدوات ما تعجل بتخلص الشعوب الإيرانية من تعسفهم وظلمهم الذي بات لا يطاق.
وحكام إيران يعرفون قبل غيرهم- إن كان من بينهم من يفكر ويعلم - أن ثوبها الداخلي مليء بالخروق وأنه من السهل استغلاله والنفاذ منه لنزع ذلك الثوب كلياً.
دول الخليج العربي لا تريد أن تعامل إيران بالمثل؛ مثلما تفعل الدول مع بعضها البعض، فالمعاملة بالمثل أسلوب معتاد بين الدول إلا أن دول الخليج العربي ليس من أخلاقها أن تنشر شبكات تجسس ولا تقيم خلايا نائمة، ليس لضعف أو لعدم وجود أنصار، فالشعوب الإيرانية لها علاقات صحيحة مع أهل الخليج فبالاضافة إلى نسبة كبيرة من أهل فارس الشرفاء، هناك أهل الأحواز العرب وأهل بلوشستان والأكراد وكلهم من أهل السنة والجماعة الذين يعانون الويل من حكام طهران بحيث لا توجد لهم مساجد ولا يحق لهم التكلم بلغتهم ومحرومون من أبسط الحقوق.
إلا أن دول الخليج تستطيع أن تساعد هؤلاء المظلومين والمضطهدين فتدعم جهود أبناء الأحواز العرب والمقاومة الوطنية الإيرانية وحركات التحرر الكردية، إضافة إلى حركة تحرير بلوشستان وجميع هؤلاء يحتاجون للدعم والرعاية حتى يستطيعوا مقارعة الظلم والاضطهاد الممارس ضدهم يومياً، والمشانق التي حصدت المئات من شبابهم شاهدة على ما يرتكب ضدهم من آثام.
دعم حركات التحرر للشعوب الإيرانية بفتح مكاتب إعلامية لها ومساعدتها إنسانياً وسياسياً لابد أن تقدم عليه جميع دول الخليج العربي- إن لم تكن جميع الدول العربية- ليس فقط رداً على عنجهية وتجاوزات حكام طهران، بل هو واجب إنساني وأخلاقي.
JAZPING: 9999