«فلينظر الشيعة العرب بإمعان إلى ما يحصل لشيعة الأحواز العرب، ليعرفوا ويتيقنوا كيف يدافع ملالي طهران عن الشيعة».. هذه الجملة التي افتتح بها مقالي كانت خاتمة رأي الجزيرة المنشور يوم الأحد الفائت. وهي جملة جديرة بالتأمل خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة التي طالت وآلمت خليجنا العربي، وخرجت بصورتين مختلفتين في كلٍ من الكويت والبحرين.
وللتأكيد، فإنّ ما دعاني لمناقشة هذه الجملة والوقوف عليها هو ما وصلني من ردود فعل غريبة عن كل مقال أتناول فيه إيران، والغريب حين تأتي هذه الردود من أحد أبناء الطائفة الشيعة الذين هم شركاؤنا وإخوتنا في هذا الوطن، والذين لا أشكك في ولائهم كما ذكرت بعض الردود، فحديثي مثلاً الذي ذكرته في مقالي المنشور الأسبوع الماضي، تحت عنوان: «خطر المتعاطف مع إيران»، لم أذكر إخوتي الشيعة بأي كلمة ولا بأي إشارة، بل قصدت المتعاطف من أي طائفة من الطوائف التي تضمها أراضي هذا الوطن.
بعد هذا التوضيح، وقبل أي تعليق مني، أرغب بنقل نص هذه الرسالة التي وصلتني لكم: (مصيرك يا سمر سيكون مصير البقر الضالة لأنك تبحثين عن منصب وأؤكد لكِ أنكِ ستسقطين، كل يوم تنكشف عوراتكم بهذا الغثاء، كل من يريد الشهرة يهاجم الشيعة وإيران، أبشرك ستسقطين نفسك بنفسك مثلما يفعل أبو المفرقعات).
انتهت الرسالة، وأود التنويه أني نقلت هذا الرد تحديداً لأنه أتى من رجل مثقف وله حضور إعلامي وهو الأخ فؤاد نصر الله، وإن كان هذا أسلوب وتفكير رجل مثقف فعلينا أن نعذر العامة والمغيبين والببغاوات المجنّدة، وهذا الهجوم من الأخ فؤاد في حقيقته هو إدانة من نفسه لنفسه، ففي الأمثال الشعبية يقولون: «الذي في بطنه لحمة نية يعوره بطنه».
الشيعة الشرفاء غير وإيران غير، إلاّ إن كان الأستاذ فؤاد يعتبر نفسه إيرانياً فهذا شيء ثانٍ، وله حسابات أخرى، هذا كان ردي عليه.
دعوني أركِّز على الأمور المهمة التي لا بد من التشديد عليها:-
أولاً: كنت ولازلت أؤمن بالشراكة الوطنية، بعيداً عن أي تمييز عنصري أو جنسي أو مذهبي، ومقالاتي السابقة في هذا المجال, وتكريمي العام الماضي في أحد المؤتمرات التي أقيمت في منطقة القطيف, تؤكد على هذه الثوابت.
أما نقدي للسياسة الإيرانية وعنجهيتها في منطقتنا، فلا تمس لا من قريب ولا من بعيد شركاءنا في هذا الوطن.
ثانياً: إيران غير, والمذهب الشيعي غير، بدليل أنّ إيران تسحق كل من يخالفها في الرأي أو يعارضها، وما المشهد الحاصل اليوم المتضمّن جرائم قتل وإعدام جماعي واعتقالات واسعة للنشطاء في إيران من المذهب الشيعي قبل المذهب السني إلاّ دليل واضح على هذا، ولا يحتاج مني لإسهاب, بل يكفي النظر في حال المعترضين على الانتخابات الماضية وما حلّ بهم من قمع بالسلاح.
ثالثاً: الكُره الفارسي لكل ما هو عربي، لن أمثل أو أدلل، لأنّ الإعلام والإنترنت قد أديا المهمة، وما يحصل من جرائم بحق أهل الأحواز العرب لهو أكبر دليل على هذا الحقد الإيراني.
ثورة الأحواز التي قامت يوم الجمعة الفائت، قام بها الشيعة والسنّة ضد النظام الفارسي المجرم، حتى إنّ أحد شيعة الأحواز بعث لي برسالة يتحدث فيها عن جرائم هذا النظام بحق أهل (عربستان) فسألته: أنتم شيعة والحكومة على نفس المذهب، فهل تلاقون نفس التمييز الذي يعيشه السنّة؟ أجابني: لا يا أختي، نحن شيعة أهل البيت .. هؤلاء مجوس!
www.salmogren.net