رحم الله الرجل الخفي ذا القلب النقي وصاحب اليد الطولى - نحسبه ولا نزكي على الله أحدا - ومحمد صلى الله عليه وسلم يقول: أنتم شهداء الله في أرضه ومن أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة.. حينما توفي ذلك الرجل الخفي النقي قلت في نفسي ولأنني ممن كسب جزءا من تربيته وممن اطلع على شيء مما يخفيه عن الناس ويهبه لربهم عالم الغيب والشهادة مات هذا الرجل فمن ذا يرثيه..؟ وهذا السؤال هو تعجبي أكثر من أن يكون استفهاميا نعم من ذا يرثيك يا رجل الأدب والمروءة يا رجل الحب والصدق يا رجل العبادة والطاعة.. من ذا يرثيك هل ترثيك يد البر والإحسان أم مجلس اللقاء والتعارف أم لقاء الجمعة ومساء الثلاثاء.
من ذا يرثيك هل يرثيك جيرانك الكثر الذين بكوا فراقك أم يرثيك أبناؤك البررة أم ترثيك زوجتك الحنون أم ترثيك خطوات المسجد البعيد وأنت تشهد صلاة الجماعة حتى ولو تهادى بين الرجلين وغيرك بجواره مسجده وهو صحيح شحيح متخلف عن الجماعة بعذر أو ربما بغير عذر ولا حول ولا قوة إلا بالله.. من ذا يرثيك هل يرثيك مكانك قبالة الكعبة في موسم أو غير موسم هل ترثيك ليال العشر الأخير في رمضان بجوار البيت العتيق.. من ذا يرثيك هل ترثيك سجادة التهجد وركيعات ساعة الظلمة في ليلة البرد القارس.. من ذا يرثيك إنها أعمالك التي أرجوا الله أن تنير قبرك وتكون من خير جلسائك وأن يكتب الله لك جوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا...
Asa55255@gmail.com