من يقول إن هناك مراقبة على الأسعار هو إما حالم أو نائم، والدليل أن معظم أسعار المواد الغذائية تتصاعد بشكل جنوني دون ملاحظة أو ملاحقة أو عقوبة، فبعد أن ارتفعت أسعار الأرز والدجاج، ها هي مؤشرات وتلميحات غير خجولة تشير إلى ارتفاع أسعار الخبز، فماذا سنفعل والخبز هو الجدار الأخير للصراخ في تجارب الشعوب!
***
يتوهم كل من يظن أن هناك شحا كبيرا في الوظائف الحكومية، وأن فرص العمل أصبحت مقصورة على مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي، والدليل هو عدد الوظائف المخبأة في أدراج بعض الجهات الحكومية، والتي تكشفها الصحافة ومكاشفات مجلس الشورى بين فينة وأخرى، فمن المستفيد من حجب هذه الوظائف، الجواب في بطن الأدراج المغلقة!
***
دوام الحال من المحال، ومن يعتقد أن لا شيء سيتغير في حياته، صحته أو ثروته أو منصبه، هو واهم ولم يختبر الدنيا بعد، والدليل هو ذلك الشابان المسجونان في سجن طرة بمصر، واسمهما جمال وعلاء، كانا يمتلكان الصحة والثروة والمنصب قبل شهرين فقط، والآن هما سجينان بتهم التحريض على القتل ونهب مال الشعب، وقد يواجهان حكمًا بالإعدام!
***
لم يكن فشل الخطوط الجوية التجارية لدينا، مثل طيران سما قد جاء بسبب عمل هذه الخطوط بذاتها، هي وجارتها طيران ناس، بل أن للفشل أسباباً ذات علاقة بالمناخ المحيط والتسهيلات المتوفرة، التي قد لا تساعد على النجاح، والدليل أن المجال ما زال مفتوحًا لإطلاق شركات جديدة في سمائنا، لكنه حتى الآن لم يتقدّم أحد لطلب رخصة الطيران التجاري!
***
لا أحد ينكر بأن مجلس الأمن، ودول العالم المتحضّر، ومدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، يقيسون قراراتهم وتصرفاتهم وتدخلاتهم بمقياس المنفعة والمصلحة فقط، والدليل هو ما يحدث الآن في ليبيا، ما يحدث من مجازر في مدينة مصراتة، فالتاريخ يؤكد أكذوبة هؤلاء، والمستقبل سيثبت أنهم يخططون بتمهل، وستظهر أطراف كثيرة في القريب، تؤكد أن الكعكة الليبية سيتم تقسيمها ونهبها بالوسائل المشروعة وغير المشروعة!