صدر العدد الجديد من النشرة الإعلامية (الإيسيسكو)، التي تصدر في ثلاث طبعات بالعربية والإنجليزية والفرنسية، عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.

وكتب افتتاحية العدد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، تحت عنوان: «إعادة البناء».

وفيما يأتي نصّ الافتتاحية:

«لما تأسس العمل الإسلامي المشترك بعد قيام منظمة المؤتمر الإسلامي في أعقاب انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي الأول كان الملخص الوافي الجامع للأهداف المرسومة التي اجتمع حولها قادة الأمة الإسلامية يختزل في كلمتين: (إعادة البناء). وكان المقصود من ذلك، ولا يزال إلى اليوم وسيظل دائماً، هو تجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي، بالدلالات والمعاني والمفاهيم والمقاصد التي تنطوي عليها العبارات الثلاث ذات القوة الإيحائية النافذة: تجديد، البناء، الحضاري. فالتجديد يقصد به إعادة البناء، ولا يراد به البدء من فراغ. والبناء من حيث هو لا يكون إلاَّ على أساس قوي متين غير قابل للتصدّع والاِنهيار. والبناء الحضاري مفهومٌ واسع الدلالة عميق المعنى شامل الغايات، يبدأ من بناء الإنسان، ثم ببناء العمران، وينتهي بناء الحضارة التي هي جماع التقدم في مختلف مجالات الحياة، والرقي في العلوم والمعارف والفنون والآداب، والاِزدهار في ميادين الاقتصاد والتجارة والصناعة والزراعة والطب والهندسة بكل تخصصاتها، وهي بعبارة موجزة مركَّزة، ازدهار الحياة الإنسانية في ظل الأمن والأمان والسلام والوئام والتعايش الراقي بين البشر، على تعدد الأجناس والأعراق وتنوع الثقافات والحضارات.

وعندما تأسست المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في ربيع سنة 1982؛ لتعمل في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، اتجهت الأهداف التي رسمت لها واتفق عليها نحو تعزيز العمل الإسلامي المشترك وتقويته ودعمه وتوسيع نطاقه وتفعيل تأثيره في حياة المجتمعات الإسلامية، في الميادين التي تشملها اختصاصاتها. وكان الهدف الرئيس الذي يختصر الأهداف المنصوص عليها في ميثاقها هو: (إعادة البناء)، بالمفهوم العميق الشامل الواسع الذي أوضحته. وفي هذه السبيل سارت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة تحقق تقدماً سنة بعد أخرى».