لا شك أن خدمة كتاب الله -عزَّ وجلَّ- من أعظم الطاعات وأجلّ القربات وبها تنال الخيرية والشرف، ولقد كان للمملكة العربية السعودية جهود مباركة وآثار ملموسة في خدمة القرآن الكريم والسعي في نشره وما مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف إلا شاهد على تلك الجهود.
لقد كان للمجمع أثره البارز في نشر كتاب الله -عزَّ وجلَّ- في جميع أنحاء العالم، وكان من نعم الله أنك لا تكاد تذهب إلى مسجد من مساجد المسلمين في أصقاع الدنيا إلا وتجد نسخاً من مصحف مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وإن ممن نال الشرف وشارك في إعداد هذا المصحف الخطاطون الذين يحق أن تزجى لهم التهنئة ويرجى لهم الأجر والمثوبة من الله -عزَّ وجلَّ- وأن يكونوا من دعاة الهدى الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) مع حسن النوايا وصحة المقاصد إن شاء الله تعالى. ولا شك أن حسن الخط من نعم الله التي ينعم بها على العبد، وقد قال بعضهم: «إذا كان الخط حسن العرض مليح الوصف كثير الائتلاف قليل الاختلاف، هشت إليه النفوس واشتهته الأرواح... وإذا كان الخط قبيحاً مجته الأفهام ولفظته العيون والأفكار وسئم قارئه وإن كان فيه من الحكمة عجائبها ومن الألفاظ غرائبها» وما استخدام هذا الخط الحسن في كتابة كلام الله عزَّ وجلَّ إلا من تمام النعمة.
وإن من الخطوات المباركة لجمع هؤلاء الخطاطين ما أعلن عنه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من عقد ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف خلال المدة من 22-28-5-1432هـ الموافق 26-4 - 2-5-2011م برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.
ولا شك أن مثل هذه الملتقيات تشكل بعداً تكريميّاً ومعرفيّاً ولها أثرها الواضح في التعريف بجهود هذا المجمع المبارك والعاملين فيه إلى غير ذلك من الثمرات المرجوة.
أسال الله عزَّ وجلَّ أن يبارك في جهود القائمين على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وأن يجزيهم خير الجزاء وأن يغفر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ويعظم له الأجر على هذا الصرح العظيم، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده والنائب الثاني على جهودهم في خدمة كتاب الله -عزَّ وجلَّ- وأن يحفظ هذه البلاد من كل سوء ومكروه.
* رئيس المجلس الأعلى للقضاء - عضو هيئة كبار العلماء