فاصلة:
(لا تثقل كاهليك بحمل يفوق طاقتك)
- حكمة لاتينية -
قام بعض المبتعثين بإنشاء صفحة على الفيسبوك عنوانها «أطفالنا يا خادم الحرمين الشريفين» لعرض حجم المعاناة من الرسوم العالية جدا للحضانات والتي كما يقولون شكلت ولا تزال كابوساً دائماً يؤرق مضاجعهم ليل نهار ويغتال أي فرحة بالمكافأة كون ثلث المرتب يذهب للحضانة ولطفل واحد فقط فما بالكم بمن له طفلين أو أكثر..
http://www.facebook.com/atfalona
هذا الموقع للمبتعثين يجسد قضية الحضانات التي هي قضية جوهرية لهم يستعرضونها مع كل زيارة يقوم بها أي مسؤول من وزارة التعليم العالي أو عضو في مجلس الشورى والجميع يعدون لكن لا يوجد أي قرار واضح بهذا الشأن.
وتحرم الكثيرات من زوجات المبتعثين من فرصة التعليم بسبب عدم قدرة الزوج على توفير هذه الرسوم فيخسر الوطن بذلك فرصة توسيع دائرة المعرفة في شريحة مهمة جدا من شرائح المجتمع.
والحالة الأكثر إيلاما إن بعض المبتعثات تترك ولدا رضيعا لدى أهلها لأنها وزوجها لا يستطيعان إيداع الطفل الحضانة لارتفاع رسومها وانخفاض الراتب مقارنة بغلاء المعيشة في بريطانيا.
من جهة أخرى فاصطحاب الخادمة إلى بريطانيا ليست أمرا سهلا في ظل شروط السفارات البريطانية في السعودية التي تهدف إلى التقليل قدر الإمكان من دخول العمالة الآسيوية إلى بلدها لأنها معرضة للبقاء بشكل غير نظامي حينما تهرب من الأسرة السعودية في ظل اختلاف الأجور للعمالة وارتفاعها مثلا في بريطانيا.
المسئولون عن الابتعاث درسوا كل ما يتعلق بحياة المبتعث في الغربة ووفروا له مكافأة شهرية وبدلات وعلاج وميزات أخرى كثيرة، لكن لماذا لم يدرس موضوع معاناة الأسر في ظل وجود أطفال صغار أقل من أربع سنوات وهو السن الذي لا تقبل فيه المدارس الإنجليزية الحكومية الطفل للدراسة مجانا.
هل عدم دراسة موضوع الحضانات هو جزء من عدم وعينا بأهمية طموح المرأة مع وجود أسرة بها عدد من الأطفال.
كوني في بريطانيا فإن الأمهات يحظين بتقدير كبير في كل المرافق فالموظفون في القطارات وفي المطار حيث الحقائب وتدقيق الجوازات وحتى في الشارع تكون الأولوية لها في تقديم الخدمة بل وتسهيلها.
لا تواجه الأم مطلقا هنا بالنظرة التقليدية التي تقول مادام لديك أطفال فأنت المسئولة عن تنظيم حياتك أو لماذا الدراسة أو العمل،لأنهم يؤمنون بأن المرأة لديها الطاقة لتنجح في أكثر من عمل لكنها تحتاج إلى الدعم والمساندة فمن للمبتعاث السعوديات ؟!