سعادة رئيس التحرير الموقر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

طالعت ما كتبه الأخ محمد الغفيلي في عزيزتي الجزيرة بتاريخ 5 ربيع الأول 1432هـ العدد 14012 (بشأن ارتفاع أسعار الخدمات الصحية الخاصة) حيث إن كثيراً من المستشفيات والمستوصفات الخاصة قد استطاعت تحويل هذه المهنة الإنسانية العظيمة إلى مهنة تجارية ظالمة همها الأول كيفية سحب ما في جيوب المرضى وتلاعب بصحتهم وحياتهم من أجل الجشع. ويكون ذلك واضحاً وضوح الشمس والجهة المسؤولة عن ذلك تتفرج. يقال إن في إحدى المنشآت الصحية الخاصة حينما تكون في الاستقبال يسألك الموظف فيه هل تريد إجازة مرضية وإذا كان الجواب نعم ترتفع فاتورة الكشف وحينما تراجع إحدى العيادات الخاصة من عارض صحي بسيط تجد أن الطبيب قبل أن تجلس عنده قد حولك إلى المختبر ثم بعد ذلك تجد قراره: تحتاج مغذياً يضاف إليه جهاز الأكسجين حتى وإن كنت لا تشتكي من ضيق تنفس أو تخطيط قلب واختبار وظائف الكبد واختبار شخصيتك من أجل اتباع الطريقة الجميلة في نزف ما في جيبك وغيرها. كلما استطاع الطبيب البارع رفع الفاتورة التي سوف تدفعها ترتفع نسبته ويضمن تجديد عقده ورفع راتبه من قبل إدارته التي معيار نجاحه يكون بقدر ما قدمه من أموال من جيوب المرضى الذين يبحثون عن الصحة والعافية. أما بشأن الولادة عندهم تجد بأن المشرط وغرفة العمليات قد جهزت منذ دخول صاحبة الولادة حيث يطلب التوقيع بالموافقة على العملية القيصرية ومن الطبيعي أن الولادة الطبيعية في حساباتهم تكون عديمة الربح والفائدة بعكس القيصرية حيث يكون فيها فاتورة العملية ثم فاتورة التعقيم ثم فاتورة تنويم الأم والطفل ولا تنسى فاتورة العلاج التي تصرف من صيدليتهم وفي نهاية المطاف لن تستلم زوجتك وطفلك إلا بمبلغ يزيد عن (15) ألف ريال، هذا في المستشفيات الخاصة التي تعتبر في خدماتها متوسطة وخير شاهد على ذلك كثرة العمليات القيصرية في المرافق الصحية الخاصة. وفي كل زيارة تقوم بها إلى المستوصفات والمستشفيات الخاصة تشاهد العجب من التلاعب والاحتيال من أجل تحقيق أرباح كبيرة بطرق لا تمت لهذه المهنة الإنسانية بصلة، لا أحد ينكر بأن الهدف من إقامة هذه المنشآت هو الربح ولكن يكون الربح بشيء من المعقول. ونأمل من وزارة الصحة أن تكثف الزيارات والمراقبة على المرافق الصحية الخاصة لمنع نزف جيوب المرضى.... ودمتم.

خالد عبد الرحمن الزيد العامر -البدائع