«على مدى تاريخ المسيرة الهلالية التي تجاوزت العقد الخامس بخمسة أعوام.. قدمت للساحة الرياضية أسماء لامعة ونجوم كبار خدموا الكيان الأزرق بكل إخلاص وتفانٍ فحفروا أسماءهم في الذاكرة الرياضية ردحا من الزمن بعطائهم الكبير ونجوميتهم البارعة.. علاوة على سلوكهم الرياضي الرفيع وسيرتهم النيرة التي أبقتهم نماذج رائعة للأجيال الأخرى.
« ففي حقبة التسعينيات الهجرية.. تجلى اسم النجم الكبير (محسن بخيت) كواحد من ألمع وأشهر مهاجمي تلك الأيام الخوالي بالمملكة وممن اختصروا سنوات نجوميتهم في فترة قصيرة، وبعد الاعتزال المبكر تألق المهاجم الهلالي في مضمار العلم حين التحق ببعثة خارجية مواصلا دراسته العليا في أعرق الجامعات الأمريكية في النصف الثاني من عقد التسعينيات فكان بحق واحدا من الأسماء التي كان يشار لهم بالبنان (فنيا وخلقيا).
«بدأ حياته الرياضية في حي الشميسي أحد الأحياء الشعبية في وسط العاصمة (الرياض) سرعان ما انضم للهلال بدعم قوي ومباشر من مؤسس النادي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد - أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية- وهو ابن (15ربيعا.). وذلك في النصف الثاني من عقد الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت..*
«مثل الهلال في درجة الناشئين عام 1388 ثم اختير لتمثيل الفريق الأول في الموسم الذي يليه..ورغم صغر سنه وحداثة تجربته نجح في إظهار قدراته التهديفية كمهاجم نهاز كان يملك المهارة والسرعة العالية والطول المناسب فضلا عن إجادته لضربات الرأس.. فقد لعب مع جيل الثمانينات العمالقة ومنهم الأسطورة الهلالية (مبارك العبد الكريم) وسلطان بن مناحي وكندا وابم حطبه وضاري وابن نصيب (فهد) ثم جيل التسعينيات الهجرية ناجي عبد المطلوب وإبراهيم اليوسف وعبد الله بن عمر وشمروخ وغازي سعيد وبن نصيب (سلطان).
«وجاء تألقه مع الكتيبة الهلالية في بداياته الرياضية فاختير لتمثيل منتخب المملكة للناشئين في نهائيات كاس أسيا في إيران -أوائل تلك الحقبة- وحمل شارة الكبتنية للأخضر الصغير نظرا لسماته القيادية وقدراته الفنية العالية التي خولته لحمل شارة القيادة رغم صغر سنه آنذاك وبعد بروزه الملحوظ في طهران.. تم اختياره للمنتخب الأول في دورة كأس الخليج الثانية بالرياض عام1392 والدورة الثالثة في الكويت عام 1394 وكان من الأسماء المتميزة التي جذبت الأنظار إليه فقد تلقى عرضا مغريا من باني الأمجاد الأهلاوية الأمير عبد الله الفيصل - رحمه الله- وفضل البقاء في النادي الأزرق الذي صنع نجوميته واحتضن موهبته.. يقول النجم الخلوق محسن بخيت - (للجزيرة): أعتز كثيرًا بالعبارات الجميلة والرقيقة التي كتبها عنّي رائد الرياضة الأول الأمير عبد الله الفيصل - رحمه الله - في صحيفة عكاظ عام 74-1975 بعد تخرجي من الجامعة..كان من ضمن ذلك حين قال.. (أتمنى أن يقتدي جميع اللاعبين باللاعب المثالي محسن بخيت الذي جمع المستوى العالي والخلق الرفيع والتحصيل العلمي المتميز).. وأضاف: إنني لأنسى الأهداف التي أحرزتها في شباك شقيقنا النصر وبلغت (11هدفا)، وقد تخصصت خلال السنوات التي لعبتها مع الهلال قرابة ستة أعوام في هز الشباك النصراوية رغم وجود الحراس العمالقة مبروك التركي - رحمه الله - وسالم مروان -شفاه الله-.
وأوضح قائلا: إن ستة أعوام قضيتها مع الهلال كانت قصيرة في نظر الكثير من محبي الهلال لكنها كانت في نظري أكثر من ذلك على اعتبار أنني كنت أمثل فريق الناشئين والفريق الأول في ذات الوقت وأهز شباك الخصوم، إضافة إلى تمثيلي للمنتخب الناشئين والأول في الوقت ذاته مما منحني شهرة عالية مقارنة بالسنوات القصيرة التي قضيتها في الملاعب.
«استمر مهاجم هلال التسعينيات الكبير (محسن بخيت) في الملاعب حتى أواخر عام 1975 وتوقف قسرا نظرا لحصوله على بعثة في الخارج لدراسة الماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية.. فاعتزل وهو في قمة نضجه الكروي لكنه تألق في مضمار العلم والمعرفة.. وبعد ثلاثة أعوام عاد من بلاد العم سام بعد أن كافح ونافح حتى نال درجة الماجستير بتفوق..تخصص (إدارة إعمال).
«وفي عام 1988-1989 رشحه الأمير عبد الله بن سعد - رحمه الله- عضو مجلس إدارة، وعمل بمنصب مدير الكرة بالفريق الأول.. كانت تجربة إدارية ناجحة شهدت الكثير من المكتسبات التي تمخضت من هذه التجربة ولظروفه العملية في القطاع الخاص التي تتطلب سفره كثيرا قدم اعتذاره.. عن العمل الإداري في البيت الأزرق ولكن بقي قلبه يتسع حبا وعشقا وتولعا بزعيم العقد الحالي يؤازره ويتابع أحواله ونتائجه.. وهويتذكر تلك الأيام الخوالي التي عاشها مع نجوم عمالقة.. تلألأت أسماؤها في ميدان الفن الكروي وساحة الذهب.. وبقت هذه النماذج الفذة محفورة في الذاكرة الرياضية وأخاديد الزمن عقب اعتزالها الكروي.