نعم كل ما يدور حولنا مخرجاته في الغالب من البترول وأي زيادة أو نقص بسعر بيع البترول سيؤثر حتماً على جميع المنتجات، منها ما يكون أثره واضحاً وسريعاً وكبيراً، ومنها ما يأخذ وقتاً طويلاً حتى يتأثر.. والمصنعون بالعالم للصناعات الأساسية يترقبون بحذر أسعار البترول وخصوصاً بعد الزيادات الأخيرة والسريعة والتي تجاوزت التوقعات!! وبما أن السعودية من أكبر المصدرين فهي من أكبر المستفيدين كدولة وأما الشعب فهو من أكبر المتضررين كونه شعباً استهلاكياً.
إن العالم أصبح صغيراً جداً وأصبح سوقاً واحداً فالكل مرتبط ببعض وإذا ارتفع سعر هناك فلا يمكن أن نطالب المنتجين لدينا بأن تكون أسعارهم دون زيادة خصوصاً إن كانت صناعتهم مرتبطة بمنتجات مستوردة.
ولعل ما يتم من منح راتب شهر أو نحوها لا يخدم المواطن بل يزيد العبء عليعه كون الغالب من مصارفها يهدر على الطلبات الترفيهية والكماليات والمحصلة أنه انتقل من معدل صرف إلى معدل آخر.
ستزيد أسعار المنتجات حتما إذا استمر سعر البترول بالزيادة، وحتى لو لم يرتفع فسعر البرميل أكثر من80دولار سيؤثر حتماً على منتجات العالم.. وإنني أنتهزها فرصة لأهنئ نفسي وأخوتي المواطنين على السياسة الحكيمة من الحكومة السعودية على الحرص على عدم زيادة أسعار البترول علماً أنها أكبر المستفيدين وهي اللاعب الأساسي في البترول بالعالم، ويبقى سوق البترول كبيراً جداً وتشارك فيه دول العالم والنزاع مستمر بين شد و جذب.
إن السوق السعودي بحمد الله لا يوجد به احتكار وسوقنا مفتوح للعالم وإن المنتجين سواء كانوا منتجين للمواد الغذائية أو الصناعية أو غيرها بينهم منافسة قوية جداً وكل مصنع يحلم بأخذ حصة منافسه من السوق حتى ولو بنسبة واحد بالمائة.. وحتى العالم فيما حولنا يترقب أسواقنا ويحاول الدخول للمنافسة بشتى الطرق كونها سوقاً مغرياً للعالم، وخصوصاً أن نسبة الجمارك لدينا تعتبر قليلة جداً فلا يمكن أن نعمم نظرية الجشع على جميع المنتجين والمصنعين والمستوردين بالجشع في رفع الأسعار وذلك كون المنتجات المستوردة هي المؤثر الأساسي.
لابد أن تتم معالجة زيادة الأسعار للمنتجات الأساسية بدعم من الدولة بحيث يكون فرق زيادة سعر البترول غير المتوقع بموازنة الدولة لصالح دعم بعض المنتجات الأساسية وقد نهجت الدولة ذلك في بعض المنتجات ولكن ما قدم من دعم قليل جداً مقارنة بفرق سعر البترول.
www.badralrajhi.com
