أتابع ما يكتبه البعض حول اللغة العربية وأقول: إن موضوع اللغة العربية والمحافظة عليها أمر مهم لجميع الشعوب العربية وقادتها وكان الأوائل من أبنائنا وأجدادنا يفتخرون باللغة العربية والمحافظة عليها وعدم إدخال أي جمل مستوردة عليها ومن يتدبر أنظمة كل دولة من الدول العربية يجد دستور تلك الدولة ينص على أن اللغة الرسمية لهذه الدولة هي اللغة العربية، وكان المسؤولون في ذلك الوقت محافظين على لغتهم التي هي لغة القرآن الذي أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهذا بدوره عز وفخر للدول العربية لو أدركوا ذلك الخاصة التي خصهم الله بها.
إلا أننا في العقود الأخيرة لاحظنا أن المسؤولين الذين بيدهم الأمر من تراخيص للمحلات التجارية وسجلاتها لتطبيق الأنظمة التي أوجدت من أجل المحافظة على لغتنا التي نعتز ونفتخر بها، فمن يتجول في الأسواق يشاهد أسماء محلات باللغة الأجنبية وهذه المحلات قد رخص لها من البلدية أو التجارة والمواطن يسأل هل هذه الأسماء الأجنبية على المحلات التجارية لا يدرك الذي قام بتسجيلها في هذه الدائرة أو تلك بخطورتها أو أن بعض المسؤولين يوقعون على أوراق لا يقرؤون محتوياتها وهذه بدورها مصيبة وينطبق عليها قول الشاعر:
إذا كنت تدري فتلك مصيبة
وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
فمراقب البلدية يخرج يومياً أو أسبوعياً على هذه المحلات ويعرف أسماءها دون أن يستنكر ذلك ولا يسأل مديره لماذا هذه الأسماء وقد يكون هذا المراقب معذورا فقد يكون له مصلحة مع هذا المحل أو ذاك.
إن الجميع يدرك تمام الإدراك أن في المملكة مسؤولين مخلصين وقد تغاب عنهم هذه التعديات على اللغة العربية وعندما ينتبهوا لخطورة الوضع سوف يصححون ذلك سريعاً، ومن المؤسف جدا أن بعض القنوات الرسمية سميت بأسماء أجنبية والغريب في الأمر أننا لم نلاحظ ترجمة هذه الأسماء إلى اللغة العربية فمن عنوان المحلات لوحة محل مكتوب عليها (تاون)، (بيبي لوف)، ولوحة لشركة وطنية معروفة مكتوب (هايبر..)، وقناة رسمية اسمها لاين سبورت ولا يتكلف المذيع أن يتكلم باسم هذه القناة إلا بهذا الاسم وترجمتها بسيطة وإذا أراد أن يقول حسناً ينطق (أوكيه) هل احتقار اللغة العربية وعدم النطق بها عار.
ولم يدرك المسؤول أو صاحب المحل التجاري أن القرآن أخبر عن أشياء لم يكتشفها العلماء إلا في الآونة الأخيرة والقرآن قد أخبر عنها قبل أربعة عشر قرناً ألا يكون هذا رفعا لرأس العرب.
إن الحديث عن اللغة العربية وإدخال رموز جنبية سوف يعزز من موقف الأعداء منا وإذا استمر الوضع على ما هو عليه سوف تفقد قيمة اللغة العربية بواسطة أبنائها ولكن الثقة بالله القوية وسوف يحفظ اللغة العربية وسوف يبادر المخلصون من أبنائها إلى تصحيح ما نحن عليه من فقدان للذات والتقليد الأعمى للغرب الذي بدأنا نقلده في كل شيء بما فيه الكلام والمشي والعادات والتقاليد ونهيب بجميع المسؤولين أن يصححوا هذا الوضع الذي لا يعبر عن الشخصية العربية ونسأل الله أن يوفق جميع المخلصين من أبناء هذا الوطن لحماية لغتنا من الضياع.
حمد بن عبدالرحمن الحقيل - المجمعة