الأخ سلمان بن محمد العمري سلَّمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:
لقد أثارني ما تم طرحه في رياض الفكر يوم الجمعة في جريدة الجزيرة بالعدد 14134 وتاريخ 8-7-1432هـ صفحة 34 عن تساؤلات واقعية حيال غياب ثقافة الوقف عند الكثير من المجتمعات الإسلامية والعربية، وبلادنا ليست ببعيدة عنها، إنه للأسف الكثير لا يعي أهمية الوقف في حياة الإنسان وغير الإنسان، إن الوقف لا يستثني أحداً بمنافعه واهتماماته ودوره في الرحمة الإنسانية، إن الكثير يجهل أهمية الوقف وأثره ودوره وإيجابياته، إن الوقف رافد عظيم من روافد استقرار الأمة وسد منيع عند الأزمات والنوازل وفيه قمة التكافل والترابط الاجتماعي والإنساني لأن مفهوم الوقف بشكل عام لا يستثني أحداً من منافعه وفوائده وخدماته، فالإنسان والحيوان والطير والزرع وكل شيء يدخله الوقف فهو عام المنفعة عظيم الأهداف نبيل المقاصد رائع النتيجة، فالوقف ليس بالمفهوم الدارج لكثير من الناس، إنه فقط بناء المساجد، لا، بل إنه يشمل كل مناحي النفع للإنسان وبشتى مجالات حياته، لذا التوعية بأهمية الوقف لا تقتصر على الدولة، بل يجب أن يدرّس في المدارس وبأسلوب محبب وواضح حتى تتأصل مسألة الوقف وتدرك في النفوس وتجبل عليها.
لذا ما أشرتم إليه في مقالكم صحيح بالكلية فأشدد على أن ثقافة الوقف يجب أن تعمّم وأن يستفاد من الوقف وعلومه وتطبيقاته وإمكاناته ومراميه وأهدافه وتنوّع أشكاله وأساليبه وأن تقعد عليه الميكنة الإلكترونية وأن تُبْسط وتُبسّط برامجه وتدرس وتنشر ويُحث الخطباء والعلماء والمثقفون على نشر مفهوم الوقف وتأصيله في ذاكرة الأمة حتى يصبح رافداً حقيقياً تستفيد من إمكاناته حاجات البلاد والعباد.
عبد الله بن نويفع العيادة
مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة القريات