كانت لدي أسئلة كثيرة ومعلقة عن حال العرب منها: لماذا لا تخاف ولا تهاب إسرائيل الحكام العرب؟ ولماذا تستهين إسرائيل بالجامعة العربيـة وقراراتهـا ونتائجها؟
لماذا لا تقيم الوزن لأي حاكم عربي من دول المواجهة والممانعة؟ وكيف استطاع حزب الله أن يصمد في حرب 2006م ويهدد العمق الإسرائيلي وتعترف إسرائيل بالهزيمة؟! وكيف استطاعت منظمة حماس في غزة أن تقاوم التقنية العسكرية المتطورة وتفشل إسرائيل وتفضحها أمام العالم؟! هذه الأسئلة المعقدة والمركبة عجزت عن فهمها وحلها عمليا وميدانيا حتى منحنا الله الفرصة الكبيرة لنرى انهيار أقدم زعيم عربي معمر القذافي في الربيع العربي التي هبت على شمال إفريقيا لتكشف عن عورته، حيث حكم ليبيا بالخداع والكذب طوال (40) سنة وتسقط أبواب العزيزية مقر الحكم والإقامة للقذافي ليتكشف العالم معها أن هذا الحاكم يعيش داخل العزيزية في خيمته وحرسه النسائي ونوقه وجماله على المخدرات و(حبوب الهلوسة) والأقبية السرية والسراديب والدهاليز تحت الأرض والبذخ والنعيم وعصابات الفجر والليل، هذا الزعيم الذي كان يعتلي منصات الأمم المتحدة والمؤتمر الإفريقي و(عدم الانحياز) ومنصات المغاربة والجامعة العربية ويتحدث وكأنه زعيم العالم أو عراب الناتو يشتم الشعوب العربية ويصفها بالمتخاذلة والرجعية والمتخلفة والرعاع ويتعرض لزملائه الحكام العرب ويفرض جدول أعماله وبروتوكولاته الخاصة على اجتماعات القادة العرب والأفارقة، تكشف للعالم أنه رئيس عصابة مخدرات ونفط وأسلحة وذهب ودولارات، فلم يصمد أمام باب العزيزية ليوم واحد، ورغم أن الثمن غال هم شهداء ليبيا إلا أنها كشفت الحقائق وأجابت عن أسئلة كان المواطن العربي في شرق المتوسط أو على جانبي البحر الأحمر أو خلجان الخليج العربي يعيش غموضا ووهما وحيرة لمعرفة لماذا إسرائيل لاتقيم وزنا واعتبارا لزعماء المواجهة والممانعة... على الرغم من توضح حقائق أخرى أن إسرائيل ليست بالمارد والوحش الكاسر الذي لا يقهر لأن منظمات حزبية حاربتها بسلاح محدود وألجمت عزة والجنوب اللبناني طغيانها, وهي مسنودة بالعالم المتحضر وقوات (الأطلسي) في المعلومات والسلاح والحصار، ففشلت إسرائيل أن تكسر المقاومة بل زادتها قوة، وهي أي المقاومة إحدى المعطيات والدافعية والمحفزات لهبائب نسائم الربيع العربي على دول المواجهة: مصر وسوريا ومن خلفهما تونس وليبيا واليمن...
إسرائيل كانت قبل الربيع العربي تستخف بالعالم العربي والأمم المتحدة وحتى تركيا قتلت منهم البحارة على سفينة الحرية ولم تعتذر, وبعد الربيع قتلت (5) جنود مصريين في سيناء وهي الآن تستجيب لإعادة النظر والتعديلات على اتفاقية كامب ديفيد عام 77م التي كانت محرّمة ومقدسة لا تمس طوال هذه المدة الزمنية الطويلة.