حينما استقطب مسجد زايد بدولة الإمارات نخبة من القراء، من بينهم سعوديون، ليحيوا شهر رمضان، شعرت بالغيرة. إلا أن هذا الشعور زال عندما قرأت بأنه تم تعيين خمسة مؤذنين جدد للحرمين الشريفين، هم أشرف عفيفي، إياد شكري، سعود بخاري، عبد المجيد السريحي، عمر سنبل. وفرحتي بالتغيير منبعها أن كثيراً من الناس يحبون التجديد وضخ الدماء الشابة في المنجزات الإنسانية.
إننا مع مرور الوقت، نكتسب مواهب إبداعية جديدة، قد لا نعرف عنها، إن لم نعطها الفرصة للظهور ولممارسة إبداعها أمام الجميع. وفي الحرمين الشريفين، نجح المؤذنون والأئمة الرواد في رعاية أصوات شابة، ولم يتبقَ إلا أن يتم إعطاء الفرصة لهم. ولذلك، فإن قرار تعيين المؤذنين الجدد، جاء ليعكس حرص رئاسة الحرمين الشريفين، على إضفاء التطوير والتغيير على الساحة الحرمية.
اقرأوا معي ما كتبه الزميل عبد الله الداني عن الأذان في الحرمين:
«عرف الأذان في مكة بقاعدته المعتمدة على مقام الحجاز ويماني الحجاز، أما في المدينة فكانوا يميلون إلى مقام الحسيني، ومقام الدوكة. وكان المؤذن في مكة والمدينة يستحسن، عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم، التكبير من مقام العشاق أو الماهور، انطلاقاً من أن كل نغم يناسب حالة معينة من أحوال الليل والنهار. وأحياناً تتنوع المقامات في الأذان لكل وقت صلاة، فيختار المؤذن بين مقامي الحجاز والبياتي، لصلاتي الظهر والعصر. ويستخدم مقام الصبا لصلاة الفجر. بينما يكون أذان العشاء بين مقامي البياتي والحجاز».