يصعب الكتابة عن رمز راحل كان له أثر وتأثير في كل الاتجاهات، والمهمة أصعب بمراحل كثيرة عندما يأتي الحديث عن الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، مهما قيل ويقال عن الأمير سلطان بن عبدالعزيز كرجل دولة ورمز إنساني لا يعطيه حقه قياساً بما قام به من إنجازات لا تعد ولا تحصى للقريب والبعيد، ثروة كانت زاخرة ومتجددة من الخبرات والتأهيل والإنسانية والعطف، حنكة سياسية استطاعت أن تبني صرحاً للدفاع عن هذا الوطن، مجالس عليا كثيرة، ولجان متخصصة، وهموم الوطن كلها طرق مضيئة في أعمال هذا الرجل، ومع ذلك لم يشغله هذا عن تلمس حاجة الإنسان السعودي وهمومه وشئون حياته اليومية، بصمات مميزة ومتميزة في كثير من القضايا ذات الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي. التصنيع الحربي بمستلزماته ومعداته، برامج التوازن الاقتصادي، ومجالس السياسة والتعليم والدعوة الإسلامية والتنظيم الإداري مهمات هذا الرجل وغيرها كثير، أسس مسارها ونهجها واستمر في عطاء دون كلل أو ملل.
الحديث عن جانب الإنسانية للأمير سلطان في أعمال البر نماذج تحتذى، خدمات الرعاية الطبية والخيرية من خلال مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، ومدينة سلطان الإنسانية، ومدن سكنية في جميع مناطق المملكة جنوبها وشمالها شرقها وغربها، قدم العون والمساندة والمؤازرة لكثير من المراكز العلمية والطبية والأكاديمية التي تعنى بالطفل وذوي الاحتياجات الخاصة داخل المملكة وخارجها، الإغاثة والغوث ومساعدة الفقراء المسلمين في بقاع العالم شاهد واضح على نبل هذا الرجل وإنسانيته، سخاء الكرم والنفس والابتسامة العطوفة للضعفاء والمحتاجين نهج سلطاني يعرفه الإنسان في هذه البلاد وعلى المستوى العربي والإسلامي.
ما قلت يعرفه الكثير من الناس، هو مزيج من الإنجازات كانت محل تقدير القاصي والداني، وتظل ذكرى الأمير سلطان كرمز من رموز هذه الدولة طراز فريد تحقق من خلاله كثير من معطيات هذا الوطن خدمة للبلاد والعباد، واستطيع الاسترسال وإضافة الكثير لكن يقيني بأن القارئ لهذه الكلمات يعرف مثلي وأكثر مما يقال عن هذا الإنسان.
التعزية الخالصة لقائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وإلى سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وإلى سمو أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله، وإلى كل أبنائه الكرام وإلى كل أفراد الأسرة المالكة وإلى أهل هذه البلاد المباركة وإلى الأسرتين الإعلامية والثقافية في فقيد الوطن، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
(*) نائب وزير الثقافة والإعلام