قد تكون الأيام التي مضت قدمت القليل عن عطاءات شخصية ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فالمرثيات من الداخل والخارج كثيرة لكن محاسنه أكثر وأكثر ولا يمكن حصرها خاصة مع المحتاجين لكرمه ومساعداته المتنوعة لحل أزمات عديدة سواء على المستوى الشخصي أو الأسري أو المحلي أو الخارجي. لكن قد لا تعلمون شدة حبه للأطفال أحباب الله، خاصة الأيتام الذين ترعاهم وزارة الشؤون الاجتماعية عندما خصص لهم عيدية يستلمونها ويتمتعون بها إضافة للمخصصات المالية المعتمدة من الوزارة بالرغم من الخدمات المتنوعة التي ينعمون بها من قبل حكومتنا الرشيدة أمد الله عزها، والتي لم تجعله يتردد في استمرار تلك العيدية الثابتة لهم خلال عيدي رمضان والحج! بل كانوا ينتظرونها بفرح غريب لا مثيل له ويشعرون بقيمتها الأبوية العميقة لأنها من « بابا سلطان « الذي يفكر فيهم وهو في أهم مناسباته العائلية وهي « الاحتفال بالعيد « والذي يفكر فيهم وهو لم يرى إلا القليل منهم لكنه يشعر بوجودهم ومعاناتهم كأيتام محرومين من الوالدين لكنه بابتسامته وحبه وكرمه نقش بداخل قلوبهم بأن الأبوة مشاعر مترجمة على الواقع، ورحمة ثابتة في جميع المناسبات، وليس دورا بيولوجيا لا يتبعه أي إحساس بالمسؤولية الأبوية وحجم أمانتها العظيمة! هذه العيدية وإن كانت مالية لكنها حملت مشاعر أبوية عميقة أضفت على احتفالهم بالعيد سعادة لا توصف عشناها معهم كأخصائيات متابعات لبرامجهم خلال الأعياد، حيث كانوا يترقبونها ويسألون عنها ولا يعطون لجميع الهدايا المقدمة لهم من الدار أي اهتمام بخلاف تلك العيدية التي منحتهم رسالة إنسانية عميقة من خارج جدران الدار « بأننا موجودون بينكم ومعكم «. ولن أنسى سؤال إحدى اليتيمات وهي تسألني وقت ترتيباتنا في ليلة العيد: (لماذا بابا سلطان يرسل لكل الأيتام عيدية - ماعنده أولاد يفكر فيهم؟) طبعا هذا التساؤل يعطينا دلالة لقيمة مشاعر الأبوة عند الأطفال وأنها ليست موجهة للمقربين فقط، وأنه لا يمكن امتدادها لخارج النطاق الأسري! لأن عيدية سلطان رحمة الله عليه أثبتت لهم العكس وزرعت بداخلهم أن العاطفة الوالدية الصادقة قد يشعرون بها ويستمتعون بدفئها من أناس بعيدين عنهم ولا يشكلون لهم أي صلة قرابة دموية! كانت أعيادا جميلة عشناها لسنوات مع فرحة الأيتام مع عيدية بابا سلطان أسكنه الله فسيح جناته وجعلها عبورا به إلى جنات النعيم يرب العالمين.
moudy_z@hotmail.com