|
سلطان الخير صاحب الأكف البيضاء والابتسامة الصادقة والقلب الحنون والرجل الحكيم صاحب النظرة الثاقبة والعين الحالمة له في كل ميدان شاهد وفي كل موقف حكاية وفي كل تاريخ بطولة سمعنا عنه ولم نلتقيه أحببناه وما رأيناه إلا عبر الشاشات تعايشنا مع تاريخه وحكاياته كأنه لم يفارقنا لحظة واحدة نكتب وصفاً عن المنقول فكيف بنا لو التقيناه ماذا سنكتب عنه, ولهذا ما هو موقف من كانوا قريبين منه بعد رحيله ووالله إني أرأف بحالي وحالهم وأنا راوٍ لمواقفه وحكاياته فكيف لو كنت منهم فوالله إن الكلمات لن تفي هذا الرجل حقه ولو سطرت بأحرف مدادها ماء الذهب والنور, ولهذا مصابنا جلل فكيف مصيبة الضعفاء والمساكين الذين كان يحنو عليهم وينظر لهم نظرة الأب الحاني على أبنائه, صدق في محبته لنا فأحببناه كانت رسالته الإخاء وهدفه الارتقاء ووسيلته كل ما في وسعه وغايته الجنة فطوبى لمن هو مثلك نم في قبرك قرير العين لأن الخلق أجمع على محبتك، ولو عرف سلطان الخير ماذا حل بنا بعده سيقول ليتني ما خلقت لأنه أبكى الأرامل ويتم الأيتام وفقده الصغار قبل الكبار وأفزع المرأة قبل الرجل لأنه بميتته سطرت الملاحم عبر تاريخ كله عز وشرف فهنيئاً لسلطان الخير محبة وشهادة الخلق لعلها تكون شفيعة له في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم, رحل سلطان الخير وبقيت أفعاله نبراساً يقتدى بها على مر الأزمنة والعصور. (حقاً إنه سلطان الخير والمحبة والسلام).
a.latif.m.h@hotmail.com