ابك يا وطني...
ابناً باراً من أبنائك...
لتوه ترجل...
بجرأته وعصاميته.. حلق بعيداً...
وأمسك بالقمر وكوكب زحل...
وبتواضع عفوي رفض...
أن يطلق عليه لقب بطل...
***
امتطيت زمناً صعباً يا والدي...
فما وهنت ولا جبنت...
كانت الكلمة سلاحك...
وبها نفثت الروح في أمثالنا... وأساطيرنا الشعبية...
فضمنت لها في سجل التاريخ...
موقعاً وصيتاً ومحلاً...
***
خرجت من قريتك الصغيرة الوادعة (القرائن)...
ميمماً شطر العاصمة الرياض...
وكل ما تحمله من حطام الدنيا...
قلب متوثب... وطموح جريء...
وعزيمة من حديد... ونفس هائمة...
تبحث عن مرفأ وحيد...
***
أصبت قدراً من العلم...
وجلت في بقاع الدنيا...
تحاول سبر تجارب شعوبها.. واستخلاص حكمتها...
وحملت مشعلك...
تحارب به الجهل والظلام...
وتبشر بعهدٍ جديد...
***
ما زالت (سواليفك) وأساطيرك...
في الليالي المقمرة...
تعشش في حنايا الفؤاد.. ونبض الذاكرة...
أستعيدها كلما هزني الحنين... للماضي الجميل...
بكل عفويته.. وألقه.. وعنفوانه..
فأغوصُ في الأعماق لأستزيد...
***
قليلون هم الذين يحتكرون البقاء على القمة...
حتى بعد رحيلهم...
شرفاً ووفاء... عزةً وعطاء...
ونفسٌ جبلت على الجود...
وقلبٌ احتوى الجميع بحبٍ...
ليس له حدود...
***
أزهو بوطنيتك... أفتخر بأصالتك...
أزهو بصبرك الجميل...
أعتز بقيمك التي لا تعرف المستحيل...
ستبقى في قلوبنا...
ستظل حياً في قلوب الملايين...
الذين شبوا على أساطيرك...
فذاقوا لذة العطاء الأصيل...
***
أن تخرج من هذه الحياة الفانية...
بعد ما أعطيت وطنك.. فكرك.. وعمرك..
عطاءً غير محدود...
خرجت وأنت لا تملك إلا الكرامة...
والنزاهة والشرف...
فتلك لعمرك...
ملحمة الخلود...
***
رحلت أيها الفارس العتيد...
رحلت أيها القامة السامقة...
رحلت أيها الأسطورة...
لكنك ستظل نبراساً.. يهدي الحائرين...
وستظل سيرتك العطرة الملهمة...
أيقونة الماضي والحاضر...
والمستقبل.. لأجيالٍ وأجيال...
وهذا زمن رحيل العمالقة...
هذا زمن رحيل العمالقة...