كل الذي نعرفه عن برنامج (حافز) هو مساعدة الشاب العاطل عن العمل حتى إيجاد وظيفة يعتاش منها، وهذه فكرة (تضامنية) رائعة رغم ما شابها من اشتراطات، وبالمقابل منها ملاحظات تقلل من جدواها ولاسيما إذا كانت الوظيفة التي يعثر عليها (حافز) للشاب لا تتلاءم مع طبيعته الاجتماعية أو قدرته الشخصية أو عوائدها المادية، فكلنا نعرف حكاية الفتاة السعودية التي قدمت طلبها بحثاً عن بائعة ملابس نسائية أو خياطة وجاء الرد من (حافز) أنه وجد لها عملاً ألا وهو (غسالة موتى)!! ورغم أننا لايعيب العمل الشريف مهما كان و(غسل الموتى) فيه وظيفة وأجر ولكن من يمارسها بحاجة إلى مواصفات خاصة تأتي الشجاعة أو (قو القلب) من أهم تلك المواصفات، وكذلك الحال بالنسبة إلى حارسات سجون النساء التي تحتاج إلى قوة شخصية وجسمانية أيضاً، صحيح أننا نعيش في مجتمع ذي تقاليد صارمة وعادات راسخة و(منقود) كبير، ولكن هذا المجتمع- ولله الحمد- يتميز بالشهامة والإيثار وحب عمل الخير، ولعل أقرب مثال على ذلك هو قيام أحد أصحاب المؤسسات الخاصة جزاه الله خيراً - بنزع مكنسة الشوارع من يد شاب سعودي وتوظيفه في مؤسسته على الفور.
أما أطرف ما سمعنا عن (حافز) هو أنه اكتشف لاعبي كرة قدم يتقاضون أكثر من (مائة ألف) في الشهر وفوق ذلك تقدموا إلى برنامج (حافز) لأن لاعب الكرة حسب رأيهم لا يعتبر موظفاً!!
وموهبته الكروية لا يعول عليها مستقبلاً وهنا بالضبط نتذكر أن (الأديب) مثله مثل اللاعب - أي ليس موظفاً - وحرفة الأدب لا تطعم خبزاً ولا يعول عليها مستقبلاً، لذا نرجو من الإخوة رؤساء إدارات الأندية الأدبية والذين حازوا أخيراً على ثقة الأدباء بالانتخاب أن يبحثوا عن صناديق مالية تضمن للأديب العيش الكريم.