|
حائل - حمود اللحيدان
كاد مصعد أن يتسبب في كارثة مؤلمة لأحد الشباب لولا عناية الله بتدخل الدفاع المدني وإنقاذه . وفي التفاصيل كما رواها لـ (ا لجزيرة ) الشاب أحمد الشمري، الذي قال: توجّهت عند التاسعة صباح الثلاثاء الذي صادف إجازة الطلاب، إلى المعهد السعودي البريطاني الواقع بحي الورود على الطريق الدائري الغربي، حيث أدرس بالانتساب للحصول على شهادة دبلوم حاسب آلي منذ خمسة أشهر، وأتيت لأقوم بتسجيل ساعات دراسية ولم أكن على علم بتعليق الدراسة في هذا المعهد، وحين دخلت المبنى رأيت المصعد خالياً على غير العادة، فقررت الصعود للدور الثاني من خلاله كأول مرة في حياتي و( آخر مرة). فقد كنت أخشاه وأتهرب منه، ركبته وبدأت أقرأ المعوذات وخلال ثوانٍ توقف بي وانطفأت التهوية والأنوار وأصبحت داخل ظلام دامس، بدأت بالاستغاثة إلاّ أنه لا وجود لأحد، وحاولت الاتصال بالجوال فكانت الأبراج معدومة، شيئاً فشيئاً بدأت أشعر بالاختناق وضاقت حيلتي، ورأيت الموت والقبر معاً، بعدها قمت بمحاولات عدة لكسر الحديد فتمكنت بأعجوبة من خلق فتحة بسيطة وظهرت علامة ضعيفة في الجوال، وبدأت بمحاولة الاتصال بالدفاع المدني إلا أنني نسيت الرقم، ليهب الله لي أحد أقاربي يتصل فجأة، شرحت له الوضع بعد أكثر من نصف ساعة من احتجازي ليُبلّغ بدوره الدفاع المدني الذين وصلوا بوقت قياسي وقاموا بإنزال المصعد ومن ثم فتحه.
وعند سؤاله عما دار بعد ذلك بينه وبين رجال الدفاع المدني قال : لا أدري ماذا دار بيننا فقد خرجت بحالة لا توصف، وتوجّهت على الفور لبيتنا واحتضنت والدتي وقبّلت رأسها، فهي الوحيدة التي كنت أراها وسط ذلك الظلام الموحش.