عجباً للحال الذي وصل له نادي الرياض، بعد أن كان ينافس على الصعود لدوري زين في الموسم الماضي، وقبل ذلك بسنوات كان نداً لا يقهره أحد وسجل رقماً صعباً في أهم البطولات وأقواها، ونجح في إسقاط فرق كثر، بداية من الوجه المشرق للكرة السعودية الهلال وصولاً لآخر الفرق في سلم الترتيب.
كانت مدرسة الوسطى ترعب الفرق الأخرى وتشكل هاجساً مزعجاً للنصف الآخر في المباراة، وظل هذا الأمر قائماً حتى الموسم الفائت بعد أن نجح أبناء الوسطى في الوصول بفريقهم لمرحلة متقدمة في كأس ولي العهد، إلى جانب منافستهم الجادة وحتى آخر رمق في دوري الأولى للوصول للدوري الممتاز، فيما اليوم لم يعد الفريق يحظى بأي اهتمام ولا يطاق حتى من الأقربين، فالشرفيون عزفوا، والإداريون استقالوا، واللاعبون امتنعوا، فماذا بقي؟!
بات ملحاً على محبي الوسطى أن يحدثوا ربيعاً عربياً في مدرسة الوسطى ويأتوا برئيس يقدر عالياً قيمة هذا النادي، ولا يعتبره مكتباً فائضاً لديه يتوجه إليه متى ما رأى أن وقته يسمح بذلك، فلا يمكن أن يقبل بذلك في هذا النادي العريق، والذي من الأحرى أن يحاط بعناية ليصبح واجهة مشرفة لهذه العاصمة لكونه يحمل اسمها، وأتصور أنه لا يوجد رجل أعمال أو محب للرياض، يرفض الوقوف إلى جانب هذا النادي ودعمه والسير به للأفضل، متى ما كان القائمون عليه ثقات، ومتى ما كان حاضنة حسنة لأبناء العاصمة والمنتمين والمسجلين فيه، خصوصاً أن من أبناء النادي من يحملون الشهادات العليا ويتبوءون مناصب مهمة، والأجدر أن يستعان بهم للنهوض بناديهم لا أن يغيبوا ويجلب أناس قد لا يعرفون من العمل الرياضي إلا اسمه فقط.
من وجهة نظر شخصية، فإن الأخ ماجد الحكير، يتحمل مسؤولية كبرى فيما يحدث للرياض، على اعتبار أنه داعم كبير للنادي، وصاحب وقفات مستمرة مع فريق كرة القدم تحديداً، إلى جانب أنه رجل فاعل ويملك علاقات طيبة مع الجميع، إذ كان من الواجب عليه أن لا يسمح لتركي آل إبراهيم، أن يترك النادي، لأن الأخير لم تمارس عليه ضغوط قوية ليبقى، بعد أن قدم عملاً مميزاً في النادي ونجح ونائبه عجلان العجلان، في إحداث استقرار مهم، سرعان ما انهار بعد رحيلهما، كما أن الإتيان بالأخ فيصل آل الشيخ، ومساعدته في رئاسة النادي لم يكن مبرراً لكون الرجل ليس موجوداً أصلاً فالوسط الرياضي، فكيف تمت المخاطرة بالنادي بهذه الطريقة، رغم أنه كان على مشارف الوصول للدوري الممتاز.
ثم لماذا لا تكون هناك حركة دءوبة لاستقطاب شخصية كبيرة، وذات قدرة مالية وعلاقات واسعة لتولي رئاسة المجلس الشرفي للنادي، طالما علمنا جميعاً أن في الرياض شخصيات ورجال أعمال بالآلاف، ويعشقون هذه العاصمة ومستعدون لدعم النادي، متى ما تم تعريفهم بالفائدة، ومتى ما أدركوا أن دعمهم سيتولاه رجال ثقات سيجعلون من هذا الدعم مصدراً لإنجاح الرياض، ولا أعتقد أن الأستاذ ماجد الحكير، يجهل هؤلاء.
أما الأستاذ تركي آل إبراهيم، فأحمل له عتباً كبيراً من محبي نادي الرياض، لأن ابتعاده عن رئاسة النادي لم يكن موفقاً، لكونه أعطى أملاً كبيراً للجميع، ثم غادر وغادر معه أمل الوسطى.