فقدت بلادنا في الآونة الأخيرة علماً بارزاً من أعلامها مشهود له بالحصافة والإبداع عن عمر يناهز التسعين عاما هو الأستاذ الجليل عبدالكريم الجهيمان الملقب بأبي سهيل الذي انتقل إلى رحمة الله هذا الأسبوع والفقيد من المقربين إلى علامة الجزيرة حمد الجاسر، كما أنه عاصر الصحف التي كانت تصدر في المنطقة الشرقية من بينها أخبار الظهران التي أصدرها قبل نصف قرن، كما ساهم في تحرير جريدة القصيم المحتجبة لصاحبها الفقيد عبدالله الصانع ورئيس تحريرها الأستاذ عبدالعزيز عبدالله التويجري حيث كان يحرر زاوية معروفة بعنوان (المعتدل والمائل) والتي كان يعالج فيها المشكلات الاجتماعية المعروفة وللاستاذ الفقيد العديد من المؤلفات التي يغلب عليها الطابع التراثي المميز أهمها الأساطير الشعبية وللأستاذ مجلس يجتمع إليه ثلة من أصحابه المفكرين حيث يتناولون المشكلات القائمة بأسلوب يغلب عليه الفكاهة والمزاح لأنه معروف عن الأستاذ الجهيمان حبه لتناول الأحاديث المازحة التي يغلب عليها السخرية وكذا كتاباته المميزة التي تنطوي على النقد الاجتماعي والأحداث القائمة محلياً وعربياً والأستاذ الجهيمان وطني متعصب إلى جانب اتجاهه القومي رغم أنه لا يتناول المشكلات السياسية إلا نادراً كما يتصف بالكرم والعطاء إذ أقام مدرسة ابتدائية في مدينة الخرج من حسابه الخاص كما عانى في حياته السجون والمعتقلات ويستحق الفقيد تخليدًا بتسمية شارع على الأقل تقديراً له باسمه رحم الله الفقيد وأنزل عليه شآبيب رحمته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.