يعرف البرنامج التقويمي على وجه العموم بأنه مجموعة من الأدوات تستخدم لمعرفة مدى فاعلية برنامج ما وذلك لتحديد مستويات التحصيل والأداء، حيث يشمل اختبارات ومقاييس واستبيانات وبطاقات ملاحظة ومقابلات وتقارير فردية وجماعية. أما الفرق بين التقييم والتقويم فيمكن توضيحه من خلال تعريف كل واحد منهما على حدة، فالتقييم هو عملية جمع معلومات عن المتعلمين، ماذا يعرفون؟ وما الذي يستطيعون عمله؟ أما التقويم: فهو عملية منظمة ومركبة تتطلب جمع بيانات موضوعية بغرض التوصل إلى تقديرات كمية وأدلة كيفية يستند إليها في اتخاذ قرارات مناسبة لصالح المستقبل. في مجال التربية والتعليم وهي محور اهتمامي يمكن القول: إن التقييم في العملية التعليمية يعرف بأنه عملية تشمل العلاج والمتابعة وجمع الأدلة حول معرفة الطالب بشكل ذاتي أو عن طريق المعلم بالمادة العلمية التي يتعلمها ومدى قدرته على استخدامها بالشكل الصحيح وتحديد موقف الطالب منها وما مدى مستوى الكفاءة المتحققة لديه فهو الأداة التي تساعد المعلم على إدراك ما يعرفه الطالب عن العلوم وما يستطيعون عمله.
اتفق المهتمون بالقياس والتقييم على تصنيف الأهداف التعليمية في اجتماع لهم عام 1956 في جامعة شيكاغو إلى ثلاثة مجالات هي المعرفي (Cognitive) وهو ما يهمني في هذا المقام ولا يقلل من أهمية باقي التصنيفات وكذلك الانفعالي (Affective) والنفسحركي (Psychomotor) جميعنا يدرك ويعي ان التقييم في التعليم يمثل جزءاً لا يتجزأ من عملية التعلم ومقوماً أساسياً من مقوماتها، وأنه يواكبها في جميع خطواتها. بعد تطبيق التقييم في تعليمنا هل حقق الهدف المنشود منه وهو رفع مستوى التعليم في مجتمعنا وخاصة في المجال المعرفي وهو ما يهمني. يفتقر معظم المعلمين والمعلمات إلى كثير من المعلومات عن التقييم في تعليمنا حتى وصل الحال فيهم إلى إيجاد معايير من بنيات أفكارهم لا تصل إلى مستوى التقييم المعرفي المطلوب كما حددته سياسة التعليم في مجتمعنا بشقيها التعليم العالي والعام، وكذلك التقني الذي أقر فيه التقييم مؤخرا. أغلب معلمي هذا الجيل يفتقرون كما ذكرت إلى مفهوم التقييم وأهدافه وطرقه وسبل تطويره، كل ذلك عائد إلى خلفيتهم التعليمية التي كانت تعود إلى النظام السابق في التعليم والذي يعتمد على الاختبارات منها ثلاثة اختبارات شهرية ثم الاختبار النهائي ويمثل ستين بالمائة من الدرجة النهائية التي يحصل عليها الطالب في نهاية العام الدراسي. منذ تطبيق نظام التقويم في تعليمنا هل يا ترى حقق الأهداف المرجوة منه خصوصا أن بعض المعلمين يشتكي في المرحلة المتوسطة من عدم إتقان الطلاب مسك القلم وسوء الخط بسبب عدم ممارسة الكتابة بشكل كبير لدى الطالب. لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتحرم على وقت مضى كنا فيه نطالب بالكتابة لقطعة في مادة القراءة، وهي ما تسمى لغتي في الوقت الحالي، في زمن ماض أكثر من أربع مرات يومياً لتحسين الخط والإملاء وإتقان التعامل مع القلم. أحد المتذمرين من التقييم يشكو من عدم إتقانه للعملية وأهدافها وطرقها مما حدا به أن يستعين بصور طلابه عند الرصد للدرجات في نهاية المطاف ليتسنى له تذكرهم داخل الفصل ولكيلا يقع في ظلم أحد من الطلاب للأسف. وعليه لم لا يكون هنالك دورات للمعلمين والمعلمات لمعرفة عملية التقييم الحقيقية في التعليم وتكون إلزامية لنواكب التطور الحضاري في التعليم لدول اتخذت التقييم وسيلة لرقي تعليمها والوصول إلى مخرجات تتوافق وطروحات مجتمعاتها في مجال التعليم.