سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك سلَّمه الله تحت عنوان الحادث المأساوي للشقيقتين أميرة وفوزية يثير مشاعر وعواطف المجتمع في عنيزة والذي نشرته (الجزيرة) في عددها 14312وتاريخ 10-1-1432هـ في تقرير ضاف للزميل عطا الله الجروان، حيث واكبت الجزيرة الحدث منذ بدايته وطالبت بوضع الحلول ومعالجة الوضع المتكرر في سفك الدماء كأهم رسالة تضطلع بها (الجزيرة) في خدمة المجتمع أينما وصلت وأينما قرأت، وإيصال الصورة والحرف لكل مسؤول يعنيه الأمر، ويأتي هذا الحادث امتداداً للحوادث القاسية والمؤلمة التي تعيشها هذه المحافظة بسبب الحوادث المرورية؛ فخلال الأشهر الماضية فقدنا العديد من الشباب الصغار بسبب حوادث السيارات وزادها حوادث الدهس في وسط المحافظة بسبب غياب الوعي والرقيب من الجميع. واليوم يعتصرنا الألم ونكفكف الدموع بسبب ما حدث للشقيقتين في أول حادث نسائي من نوعه وكبداية للموسم البري هذا العام بسبب الطريق الزراعي السيئ (طريق الروضة) الذي يواجه ازدحاماً وضغطاً كبيراً بسبب اختراقه غابات الغضا ووجود عدد من الفعاليات الشتوية هذه الأيام على الطريق المذكور وعدم وجود رديف للطريق وافتقاده لأبسط السلامة المرورية أيضاً غياب الجهات الحكومية غياباً شبه تام في تلك المنطقة فلا مرور ولا دوريات هناك وإن جاءت على استحياء لتغطية مناسبة ما، وأعلم أنه ليس لديهم إمكانات لتغطية هذه المواقع كونها خارج المحافظة. وهذا الحادث الأليم ليس الأول في هذا الموقع ولعل الجميع يتذكّرون حوادث العام الماضي وما قبله، حيث فقدنا عدداً من العوائل والشباب الأعزاء على الجميع ويستمر قتلى الحوادث في محافظة عنيزة ما لم يكن هناك حزم في شوارع المحافظة ومواقع المهرجانات، وكما قال الزميل الجروان: إن حديث المجتمع والمجالس والمواقع الإلكترونية ما يتم حصده يوماً بعد آخر بسبب الحوادث وكأننا في موقع حربي لا تهدأ آليته. وهناك عدة نقاط أود أن أضعها بين يدي محافظ عنيزة المكلّف الأستاذ فهد السليم الذي يولي ذلك اهتمامه الشخصي وبحسب إمكاناته المتاحة له ومحاولته الفعلية لمعالجة ما يجري عبر اجتماعاته المتكررة ومن تلك النقاط:
(1) مخاطبة وزارة النقل لطلب ازدواجية الطريق البري طريق الروضة بدءاً من طريق المدينة حتى موقع (13) أو حتى مزارع الروضة وتوفير كافة وسائل السلامة في هذا الطريق. (2) وكحل سريع تكليف البلدية بزرع مطبات تهدئة على طول الطريق. (3) توفير مركز للمرور خاصة أيام المهرجانات وزيادة الحركة. (4) توفير مركز للهلال الأحمر (5) توفير مركز للدفاع المدني. وأعتقد أن تلك الطلبات ليست بالصعبة إذا علمنا أن البلدية تقيم مخيماً تتوافر فيه الخدمات لنشاطها على مدار العام وكذلك الزراعة التي تقيم مخيماً لمراقبة المنطقة وتحصيل تأمين المخيمات. (6) والأهم وهو مربط الفرس تنظيم مواقع تأجير الدراجات النارية وإبعادهم عن الطريق لمسافة بعيدة وتحديد مواقع لكل مستأجر لمزاولة التأجير لتكون قيادة الدراجات في موقع محدد كما هو الحال في شاطئ نصف القمر بالمنطقة الشرقية حتى يحد كثيراً من الحوادث المفجعة بسببها، كما يوضع نظام للمستأجر للدراجة بتحديد العمر للقيادة والمكان الذي يقود به الدراجة. (7) ومنع أي مخيم ينصب قريباً من الطريق العام بما فيها المخيمات الرسمية التي تُقام من قبل الجهات الحكومية ومخيم مهرجان الغضا حتى يتنزه الجميع بأمن وأمان ولا أنسى التذكير بدور الشباب الصغار في تلك المواقع وداخل الغابات فيفترض منهم التعقل وعدم ممارسة الفوضى ومضايقة العوائل والعبث بتلك الغابات الثروة التي وهبها الله للجميع وليس لممارسة هواياتهم وتعريض أرواحهم للخطر والفجائع لهم ولأسرهم.
أخيراً عزائي للعائلة المنكوبة بفقدها زهرتيها - رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته وأبدلهما داراً خيراً من دارهما- ولا يري الله الجميع مكروهاً.. وشكراً لـ(الجزيرة) التي أولت هذا الموضوع اهتماماً خاصاً بقصد المعالجة وإيقاف الحوادث.
محمد إبراهيم العبيد
عنيزة