قد لا يكون من المناسب العودة لبرنامج (افتح يا سمسم) الذي مضى على بثه في تلفزيونات الخليج أكثر من ثلاثة عقود وإعادته من جديد, لاعتبارات كثيرة، أهمها:
أولا: العودة للأوراق القديمة يوحي بنضوب الفكر الحالي وتآكل الإبداع.
ثانيا: أن البرنامج يمثل ذكرى جميلة لدى أصحاب القرار ويسعدون بمشاهدته الأمر الذي حداهم لأن يستجمعون قواهم من جديد ليعيشوا زمنهم الماضي الجميل، في حين لا يعرفون أن الجيل الجديد لا يمثل لهم البرنامج أي ذكرى.
ثالثا: بعث البرنامج من جديد بهذه القوة، يؤكد أن الكراسي ما زالت هي الكراسي أو على أقل تقدير جلس عليها أناس يمثلون نفس المدرسة التي أنتجت البرنامج، إما أنهم كانوا نوابا أو رؤساء أقسام أو مديري إنتاج, فيما أصبحوا اليوم أصحاب قرار.
رابعا: لا نتوقع أن يتغير في شكل ومضمون البرنامج أي شيء، لأنه لو تغير لم يصبح افتح يا سمسم.
خامسا: افتح ياسمسم مقدمته الغنائية الشهيرة باتت ثيمة (ثمانينية)، لن تكون مناسبة لثيمات العصر مهما كان التجميل والعصرنة التي ستطولها.
سادسا: البرنامج سيحتفي به من يمثل له ذكرى جميلة، أما غيرهم من الجيل الجديد فلن يمثلهم أي شيء.
سابعا: إعادة الماضي بهذا الشكل, يعني إما عدم ثقة بالجديد الراهن أو أننا فعلا أناس ذوو فكر (ماضوي).
ثامنا: البرنامج كان ناجحا في عصره -الثمانينات- بحسب ظروف ذلك العصر، ولكنه لن ينجح في عصر الألفية الثالثة لاختلاف الأزمنة والناس والثقافات.
تاسعا: تجميل الماضي والاحتفاء به, ما زال هو السلوك السائد في ثقافتنا الخليجية والعربية.
عاشرا: الجهات الإعلامية الرسمية في دول الخليج, تجتمع لإعادة ماض جميل, في حين القنوات التجارية تشتغل على الآني والمستقبل.
الحادي عشر: إذا ظهر البرنامج, سيتم مقارنته فوراً بالبرنامج القديم، وهذي ورطة لم ينتبه لها القائمون على تلفزيونات الخليج. وحيث إننا (ثقافة المشاهدين هي الأخرى ماضوية) فالانتصار بالتأكيد سيكون لـ: افتح يا سمسم القديم.
الثاني عشر: أصحاب القرار يحتفون بالقديم، الجماهير الخليجية ستفضل القديم، في حين يضيع الجديد بين هذا وذاك فمشيات الطيور -بالتأكيد- تختلف.
nlp1975@gmail.com