مضى الزمن الجميل الذي كان يكفينا فيه هذا التعاون بين دول الخليج، ليحل ابتداءً من اليوم الزمن الأجمل الذي سوف يصبح فيه الاتحاد يمثل المرحلة الأهم في تاريخ دولنا، وبخاصة حين تكون دول الخليج في كيان واحد.
***
فقد كان الاتحاد والكيان الواحد يمثل حلماً جميلاً، وأملاً كبيراً، استبعد بعضنا تحقيقه، وعصى عليه حتى الحديث عنه، بعد أن طال الانتظار إلى درجة اليأس والإحباط والشعور باستحالة تحقيقه.
***
إذ إن صيغة التنسيق في قيام المجلس كانت مناسبة في زمانها، وكانت تجربة مفيدة ألهمت عبدالله بن عبدالعزيز ليعلن عن التوجه الضروري نحو الاتحاد لمواجهة التحديات، وهو مقترح إذا ما تم إقراره، فإنه يضع دول المجلس في إطار ما كان حلماً ومن التمنيات، إلى تفعيل هذا الحلم وهذه التمنيات باتحاد يكرس الوحدة الخليجية، وبالتالي، يمكن دولنا من تطوير قدراتها الذاهبة في مختلف جوانبها الاقتصادية والعسكرية والأمنية.
***
عبدالله بن عبدالعزيز كان إذاً وحده الذي لا يعرف اليأس، ولا يؤمن بالعجز عن تحقيق ما يقتنع به، فكانت كلمته مدوية، ومفاجأته كبيرة، وهديته لأهله في الخليج تاريخية وغير مسبوقة، أليس هو الذي طالب إخوانه مساء أمس في قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد.
***
صفق القادة ومعهم الحضور تأييداً للفكرة الخلاقة، فكرر -حفظه الله- مطلبه الجميل، فعاد الزعماء والحضور إلى التصفيق مرة أخرى -وبحرارة- مؤيدين الاقتراح بما لا سابق له في تاريخ المجلس، إنه زمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
***
لقد انبثقت فكرة قيام المجلس من رحم الحب الذي يجمع دولنا ومواطنينا، وظل مشوار عمل المجلس وطموحات قادته منذ قيامه يتمتع بهذا المستوى من التنسيق الذي صان استقرار هذا الجزء الغالي من منطقتنا العربية، فإذا به اليوم يتقدم خطوة إلى الأمام باقتراح الملك عبدالله ليكون اتحاداً ولتكون دولة في كيان واحد.
***
إنه التاريخ الذي سوف يسجل هذه البادرة باعتزاز وتقدير لعبدالله بن عبدالعزيز ولكم إخوانه زعماء دول الخليج، ولن ينسى أحد منا هذا المقترح الذي يمثل إرادة دول الخليج العربي وطموحاتهم، ويلبي إصرارهم على التنسيق والتعاون في ظل اتحاد يجمع هذه الدول في كيان واحد.