حققت مصر الرقم الذي توقعته لجنتها الأولمبية لحصيلة الميداليات الذهبية في الدورة العربية الثانية عشرة المقامة في الدوحة حتى 23 الجاري، لكن إنجازها ما يزال بعيدا جدا عما حققته في النسخة السابقة على أرضها قبل أربعة أعوام. وأوضح رئيس اللجنة الأولمبية المصرية محمود أحمد علي « أمس الاثنين إن الرياضيين المصريين حققوا المتوقع منهم تقريبا على صعيد الميداليات الذهبية، وأن هناك المزيد منها أيضا في الألعاب المتبقية، لكنه ألمح إلى إخفاق بعض الرياضيين في تحقيق النتائج المتوقعة منهم ما انعكس على العدد الإجمالي للميداليات المصرية. وقال أحمد علي «لم يكن تصدر مصر لجدول الميداليات أمرا جديدا أو مفاجئا، فكانت هناك توقعات، بعثتنا كبيرة وقد جرى تقدير عدد الميداليات المرجوة مع الاتحادات الرياضية قبل المجيء إلى قطر وذلك لتحديد إمكاناتنا في تحقيق أفضل النتائج». وأكد «توقعنا إحراز ما بين 65 إلى 70 ميدالية ذهبية، وما بين 265 و270 ميدالية في المجموع العام، فحتى الآن لدينا 63 ذهبية (في نهاية اليوم التاسع من المنافسات)، والمجموع يفوق 150 ميدالية، ونتوقع ميداليات أخرى في بعض الألعاب ككرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة والمبارزة»، مضيفا في هذا الصدد «كان هناك توقع لنتائج أفضل في رمي الرمح والقرص لكن ما حصل هو إخفاق من بعض اللاعبين». وتتصدر مصر جدول الميداليات بعد اليوم التاسع من المنافسات برصيد 156 ميدالية (63 ذهبية و54 فضية و39 برونزية)، وتأتي تونس ثانية بفارق بعيد جدا برصيد 71 ميدالية منها 28 ذهبية، وقطر ثالثة ولها 76 ميدالية منها 27 ذهبية. لكن الحصيلة ما تزال بعيدة جدا عما حققه المصريون في النسخة التي استضافوها عام 2007 حين حلقوا بعيدا برصيد 344 ميدالية (148 ذهبية و102 من الفضة و94 برونزية). ويبقى على منافسات الدورة الثانية عشرة خمسة أيام، وينافس الرياضيون المصريون بقوة على الميداليات في الملاكمة والكاراتيه وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد. تسيدت مصر الألعاب العربية منذ انطلاقها في الإسكندرية عام 1953 وحتى الدورة الحادية عشرة في القاهرة عام 2007، حيث حصدت في 11 دورة 1212 ميدالية (540 ذهبية و351 فضية و321 برونزية)، وتبتعد بفارق بعيد عن أقرب الدول المنافسة. وعن سر التفوق المصري في الألعاب العربية، أوضح رئيس اللجنة الأولمبية المصرية «معروف أن مصر رائدة العالم العربي ليس فقط في الرياضة بل في كافالمجالات، فأولا هناك حجم مصر بالنسبة إلى الدول العربية مساحة وعددا، فضلا عن أن خبرة المصريين في مجال الرياضة أقدم منها في جميع الدول العربية». ومضى قائلا «يكفي التذكير بأن اللجنة الأولمبية المصرية انضمت إلى كنف اللجنة الأولمبية الدولية عام 1910، وكانت الرقم 14 من بين جميع دول العالم في الانضمام إلى هذه الهيئة الدولية». وأضاف «كلها عوامل تمنح مصر فرصة التفوق على الصعيد العربي وأيضا على الصعيد الدولي خصوصا في رياضات رفع الأثقال والجودو والملاكمة والتايكواندو والقوس والنشاب وكرة الطاولة». وعن سبب عدم انسحاب هذا التفوق المصري الواضح في الدورات العربية على وجه الخصوص على منافسات السباحة في فئة الرجال قال «بالتأكيد، السباحة في مصر ليست متفوقة كما هي الحال في تونس مثلا خصوصا في السباقات السريعة، فالأجسام البشرية عندنا تتميز بالقوة والتحمل». وعن عدم ترجمة التفوق عربيا إلى نتائج أفضل في دورات الألعاب الأولمبية قال أحمد علي «الإشكالية أن الرياضيين في إفريقيا والدول العربية ما يزالون بعيدين عن الأرقام العالمية في الرياضات الأولمبية الـ28، باستثناء ألعاب القوى بالنسبة إلى بعض الدول العربية كالمغرب في سباقي 1500 م و3 آلاف م والسعودية في سباق 100 م، وبعض الدول الإفريقية الأخرى ككينيا في المسافات المتوسطة».