هبت عاصفة التذمر والمناوأة من قبل جماهير الهلال وبعض أعَلاَمْ إِعلاَمْه تطالب بتسريحه.. بعد أن بدأت الحملة بتجريحه فنياً ثم هي الآن ترى الوقت كالسيف إن لم يتم قطع دابر المدرب فإن مرد ذلك سلباً على الهلال.. حسناً تعالوا نقلب الأمر ونتداول الرأي حول المدرب!
فحسب نتائج الفريق الهلالي حتى الآن فإن وضع المدرب «دول» جيد ويرقى للممتاز هذا لمن ينظر للمسألة من جانبها النفعي والربحي فكل الذين يجلبون المدربين ويبقون عليهم إنما يفعلون ذلك بحسب تموضع فرقهم وترتيبهم في سلم الدوري والهلال حتى الآن -بحساب المباراة المؤجلة- هو المتصدر.. وحتى بفرض خسارة المؤجلة فإن موقع الفريق وفقاً للتغيير الكبير الذي طال خريطة أجانبه.. بل ووفق تأخر انضمام بعضهم.. وتبعاً لانخراط جمع من لاعبي الفريق مع المنتخب الأولمبي.. وفقاً لكل ذلك فإن المركز الثاني حتى الآن يُعد تعبيراً عن قدرة هذا المدرب.
أعلم أن هناك من سيبادرني بحجة أن كوكبة النجوم هي التي حققت المستوى حتى الآن. وأعلم أن محاذير الجماهير الهلالية منصبة على ضرورة تدارك الوقت وتغييره قبل البدء في المنافسات الآسيوية.. وكأن الهلال لم يخسر الآسيوية مع المدرب المحبوب كوزمين بل وكأن الهلال لم يخسرها أيضاً مع المدرب الموهوب جريتس وكأن استمرار هذين المدربين وتحقيقهما لإنجازات ملموسة على صعيد المنافسات المحلية لم يحرمهما من تذوق الآسيوية. كل هذا لا يعني أنني في صف المدرب «دول» الذي لم يقنعني حتى الآن إلا بنتائجه وإلا فإنني أفتقد للمتعة والتطريب في الأداء الهلالي لكنني أتفهم وأقدر تلهف الجماهير الهلالية وخشيتها على فريقها الذي تعودته يصهل ويركض ويكتسح لكنه الآن عليل وبالكاد يفوز ويحقق نتائجه بسمعته وهيبته ومهارة بعض نجومه، لكن لو كان لي من الأمر شيء ولو كنت رئيساً أو نائباً أو مديراً إدارياً للهلال لعقدت مؤتمراً حاشداً للجماهير في إحدى صالات النادي.. أجيب فيه عن ملاحظاتهم وأسئلتهم وتخوفاتهم لو كان لي من الأمر شيء لفعلت ذلك حتى أسمح للجمهور أن «يفش خلقه» وينفس عن كربه ويبدد مخاوفه ولسعيت قدر الإمكان لتطمين نفوس الجماهير بأن الأمور تحت السيطرة، وفي نفس الوقت فإن على إدارة النادي البحث في ملفات المدربين العالميين المميزين دون أن يشعر المدرب الحالي (دول) بالقلق على مصيره.
على جماهير الهلال أن لا تضغط على إدارة النادي ولا على المدرب ولا على اللاعبين الذين يتابعون حملة التحريض فيفقدون ثقتهم أو حماسهم مع هذا المدرب الذي لا زال - رغم كل شيء - على رأس العمل فهو مدرب الهلال حتى الآن.
على إدارة النادي أن تبادر بإزالة الغشاوة من خلال فكرة اللقاء بالجماهير و»شفط» حماسهم وغضبهم والتواصي بالكتمان على كل خطوة قيد الإعداد أو قيد البحث أو قيد الطبخ حتى تصل لمرحلة النضج.
إن ما يحدث حاليا من حملة على المدرب بل إن علم المدرب - لو حصل - بأن الإدارة الهلالية تفكر وتبحث عن مدرب بديل سينعكس سلباً على نفسية وحماس المدرب وينعكس - طبعاً - أثره السلبي بالتبعية على الفريق.
كيف تتوقع حماساً من مدرب يوشك أن يرحل؟ كيف تريده أن ينتج والنادي يبحث في رابعة النهار - كما تظهر لنا الأخبار - عن بديل له.
أي مدرب يشعر بأن عرشه يهتز من تحته ولو بعد حين سيكون لسان حاله في ما بقي له من مباريات: ط...ز، الكرة الحديثة لا تعتد إلا بالنتائج أولا.. ثم يأتي الإمتاع من بعدها والهلال في هذا الموسم - حتى الآن - ينتج ولا يبدع. لست ضد تغيير المدرب (دول) لكنني ضد هذا الاستعجال وهذه الحملة وإرباك الإدارة والضغط عليها.. وعلى نفوس اللاعبين.
إنكم تؤذون فريقكم وقد يهتز في باقي المباريات التي سيقودها المدرب (دول) إلى حين التوصل إلى بديل لا تجلبه الإدارة تحت سنابك الضغط.. والتجريح والإلحاح.. كان بسيرو مدرباً للهلال وكان الفريق في مقدمة الفرق وتم ترحيله تحت ضغط الإعلام والجماهير.. وجيء بمدرب على وجه السرعة وكان منه ما كان من نتائج «تحوم الكبد».
ما دخلت العجلة في شيء إلا وقادت للندامة
وما دخل الرفق في شيء إلا زانه
الهلال في أيدٍ أمينة ومخلصة ومحترفة فلا تحرجوها ولا تحجروها في زاوية ضيقة «تخنقوا» بها خياراتهم وسعة اختياراتهم.
المدرب (دول) وبعض أجانب الهلال ليسوا الخيار الأمثل لكن ذلك كله معلوم عند إدارة الهلال.. بس الركادة زينة.