بينما كان الرامي السعودي البطل يرفع رؤوسنا عالياً منتزعاً خمس ميداليات ذهبية مع رفع العلم السعودي على منصات التتويج في دورة ألعاب الدوحة العربية...
لم تكن وللأسف الأنظار تتجه له.. وذلك بسبب انشغالنا كرياضيين ونقاد ومحلّلين ورجال فكر ورأي في متابعة (الرأس الهزازي) الذي رصده الحكم الدولي الرابع خليل جلال قبل بدء مباراة دورية (لا تقدّم ولا تؤخّر) بين الاتحاد وهجر مؤكداً رفضه مشاركة فريقه نظراً لحالة (القزع) التي (ركبت) رأسه!
... وبالتالي كانت تلك الإشكالية السخيفة التي خلقها هزازي قد جنّدت الرأي العام الرياضي للوقوف على تطوراتها... ومن ثم حدوث حالة الانقسام بين مؤيّد ومعارض لنايف هزازي الذي لم يسهم في تحقيق ميدالية واحدة.. حتى الإعلامية حتى لو لفترة محدودة... لأن (الرأس الهزازي) كان الحاضر وبقوة... وكأنه سيشكل خارطة الطريق للفوز بكأس العالم!
.. و... سامحونا!
(رقص) بريدة والدوحة!
* ما إن أطلق الحكم البحريني صافرة نهاية مباراة ديربي القصيم بفوز الرائد على التعاون بهدفين نظيفين إلا وشهدت منصة إستاد الملك عبد الله فرحة غامرة كان شعارها الرقص ابتهاجاً بفوز رائد التحدي...
** تلك الفرحة الكبرى التي ظهر عليها كبار شخصيات الرائد لم تكن قد تحدث لو كان الفريق متوجاً ببطولة الدوري... لكنها فرحة جاءت تعبيراً عن قيمة الفوز على الجار والغريم التقليدي..
... ما إن شاهدت منظر الرقص طرباً وابتهاجاً حتى عادت بي الذاكرة للوراء ثلاثة عقود مضت... وتحديداً في نهائي كأس دورة الخليج الرابعة.. فالمقصورة الرئيسة لإستاد خليفة بالدوحة التي غصت بكبار الشخصيات الكويتية وبعد الانتصار الثمين على الجار العراقي في مباراة (فاصلة) بأربعة أهداف مقابل هدفين (ثلاثية) للعنبر وهدف لجاسم يعقوب في مرمى رعد حمودي رئيس اللجنة الأولمبية العراقية حالياً... تحوّلت المنصة في مشهد نادر الحدوث إلى ساحة رقص بالبشوت... والحمد لله لم تكن السيوف موجودة!
** بين بريدة والدوحة مسافة زمنية... لكن المشهد هو المشهد... وهذا هو التنافس الكبير ولك الحق أن تعبّر عن فرحتك بأي شكل شريطة عدم الإساءة للآخر... وسامحونا!
ارحل... يا شيخ!
** نادي الرياض الذي شهد الموسم الفائت حركة تصحيحية بوجود تركي آل إبراهيم رئيساً... لكن بعد ابتعاده لظروفه الخاصة... ومن ثم انتخاب فيصل آل الشيخ... انقلبت الأمور فجأة رأساً على عقب... وبدلاً من التفاؤل بمستقبل أفضل لنادي الرياض بإعادة انتشاله من الإخفاق والتحرك خطوة للأمام... أصبح يسير ويتراجع للوراء بخطوات متسارعة والسبب دائماً يكمن في قاعدة (فتش عن الإدارة)، فالرئيس المنتخب آل الشيخ الذي قدّم الوعود على طبق من ذهب... وكما يقول (الشمس في يد والقمر في يد) لكنها ظلت وعوداً دون تنفيذ، إذْ لم يترجم شيئاً على أرض الواقع ولم يلتزم بما نسبته واحد في المائة من تلك التصريحات الرنّانة التي أعقبت تتويجه رئيساً لنادٍ لم يكن (يحلم) يوماً بأن يفوز ببطاقة عضوية الانتساب له... فكيف أصبح بين عشية وضحاهاً رئيساً... وهو غير القادر على تحمّل تلك المسؤولية التي أسندت له على (حين غفلة) ليؤكد التاريخ بأنه في فترة تولي رئاسة نادٍ عريق... كان من الأجدر به أن يسير به قدماً... ولكن للأسف قاده نحو الهاوية.. الأمر الذي دفع الثنائي المتميز في تاريخ الرياض الحديث ماجد الحكير الخافق قلبه بحب «مدرسة الوسطى»... وتركي آل إبراهيم الذي كانت له لمسات إيجابية واضحة في التحرك معاً بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه... وعدم استمرارية العبث القائم... لذلك شاهدنا فريق الرياض يحقق ثلاثة انتصارات متتالية نتيجة للجهود المبذولة من قبل الثنائي (الإنقاذي)..
... والآن... وبعد أن قدّم أعضاء مجلس إدارة الرياض استقالاتهم احتجاجاً على الأخطاء التراكمية والمتتابعة من قبل الرئيس (آل الشيخ)... حان الوقت المناسب لكي يعلن رحيله هو الآخر بعد أن أصبح غير مرغوب فيه بدلاً من المكابرة والعناد وتوجيه الاتهامات يمنيناً وشمالاً دون تقديم أدلة وبراهين مؤكدة تعزّز من صحة موقفه، لأنه من الثابت وبالدليل القاطع أنه سير في الاتجاه الخاطئ.. والذي يتطلب منه قرار الرحيل قبل أن تتطور الأمور في غير مصلحته... أرجو أن تصله هذه الرسالة في ظرف 24 ساعة وأن يتجاوب معها حفاظاً على مكانته لأن أوضاع الرياض (لا تسر) في حالة استمراريته رئيساً وهو الذي لم يلتزم الوفاء بأي من الوعود التي قطعها على نفسه في حالة انتخابه...
و.. سامحونا!