أعجب لبعض التشكيليين الذين هاجوا، وتنطعوا وغالوا، وتكلَّفَوا بفصيح الكلام لإظهار الاهتمام بمجالهم التشكيلي على حساب تخطئة الآخرين، متذمرين ومتألمين حد البكاء في كل محفل أو لقاء على واقع الساحة، استماتوا لتغيير مجلس إدارة جمعيتهم التشكيلية لينسى الجميع أثر من سبقهم ويوثقوا أثرهم القادم، صدموا من توقع أن اندفاعهم في دعم ساحتهم هو الأخذ بها إلى المسار الصحيح تصحيحًا.. وتقويمًا لما سبق من أخطاء تعود للتجربة الجديدة عليهم وعلى المجتمع التشكيلي، ابتداءً من الوعي بكيفية التصويت والاختيار وصولاً إلى عجز في الميزانية وتباعد في لحمة الفنانين، وذلك لعدم سعيهم للمساهمة والمشاركة المباشرة في الحلول والاكتفاء بالسماع عن بعد لكل شاردة وواردة مضللة تأتيهم من (فاسق) لم يتبينوا حقيقة ما يقول، لينقلوها لمن حولهم.
هؤلاء أصبحوا الآن أمام الأمر الواقع في مصداقية رغبتهم في كل ما سبق من توقع دعمهم للساحة بعد إعلان فتح الفروع بتوجيه مباشر واهتمام ومتابعة من وكيل الوزارة د.ناصر الحجيلان وليس رغبة شخصية من الهيئة الإدارية كما ظن أولئك، إذ انكشف الوجه الحقيقي لهم ولكيدهم وتربصهم وإحباطهم السابق للجمعية (الأم) ومحاولات إيقاف تحركها، ليأخذوا لاحقًا (الآن) زمام التقليل من حقيقة التوجيه الرسمي بفتح الفروع، بتوليهم سبل التعجيز لمن يسعى لتحقيق هذا المنجز بوضع العقبات والمعوقات والتشكيك في مصداقية من تولى إكمال الإجراءات، بعدم تسديدهم الرسوم أو تجديد العضوية متبعين رفضهم بالاتهام، بأن لا مصداقية للتوجه ولن يتحقق فتح الفرع، متجاهلين أن فتح الفرع يعني إنشاء كيان مستقل يعمل ضمن اللائحة الرسمية للجمعية ويصبح بها رئيس الفرع عضوًا في مجلس الإدارة.
تذكرت وقتها قول الله تعالى في سورة يوسف {يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً}، فالفرع حلم للكثير لا يمكن إخفاؤه فهو حق مشاع، لكن الكائدون يقفون حائلاً أمام إنشائه، لنطرح السؤال لهم: (ماذا تريدون بالضبط؟) فلا أنتم رحمتم الأصل ولا فرحتم برحمة الله في فتح الفرع.. لكن، رب ضارة نافعة، فقد عرفت الساحة من هم الصادقون المخلصون لإبداعهم ومنهم المحاربون لنجاحه.
monif@hotmail.com