لم يكن يوم الاثنين 1-2-1433هـ يوما عاديا علينا نحن الأصدقاء والمحبون لصديقنا نايف بن محمد بن صالح بن عبد الرحمن الخزيم الذي فاضت روحه الطاهرة في هذا اليوم قبل أن نتمكن من توديعه وتقبيل جبينه حيث القدر كان أسرع..
كان يوما عصيبا حزينا غابت فيه النسمات والحركات وحل السكون والظلام والصمت الرهيب..
كيف ونحن الذين لنا مع نايف قصة سجلتها الذاكرة وحفظتها الأيام ومضت تفوح عبقا أخاذا..
كيف ونحن الذين تعلمنا منه أن الإعاقة الحركية لا شيء يذكر أمام إعاقة الفكر والطموح والأخلاق وتعلمنا منه أن الطموح الكبير لا تقف أمامه العقبات وأن الثقة لا تحجبها العثرات وأن القوة فيما تملكه من قدرة على فهم الحياة ورسم الخطط وتحقيق الأهداف وكسب الناس.
تعلمنا منه ذلك ونحن نشاهده على الرغم من المرض العضال يتحدث بتفاؤل وثقة ويحاور بأدب ويهب المعلومة ويقدم الحل ويحقق نتائج نجاحات مثمرة في مسيرة حياته ويتطلع دائماً إلى الأفضل.
لكن ما نقول إلا ما يرضي الرب، لله ما أخذ ولله ما اعطى والحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون..
أهكذا ؟!
رحل الصديق..ولم يعد للقلب فرح يفيق..
ومع الحزن العميق لم يعد للشمس نور أو شفيق..
فعم الظلام كل الرفيق..ولم يعد للكون صوت غير الزفير وغير الزهيق..
وانهال الدمع الغزير يختتم المسير والجثمان بطهره لمّ الكثير..
لكل واحد منهم ذكريات سجلت..كم كان شبابه خيرا كثير..
وكم كان كبير..
رغم المرض العضال أفعاله نعم الفعال..
ونفسه تواقة تسعى لتحقيق المنال..
وسجياه رائعة صادقة زلال..
فيا رب جازه بجنة هي حسن المآل..
أ. ماجد بن صالح بن سليمان الخزيم