اليمامة تتقافز بجوار النبع، خيبتها روافده..
ما ضخَّه عذبٌ.. انتظرته طويلاً..
الروافد حملت إليه غثاءً من السيل..
وأصداءً من الغوغاء...
اليمامة، ساءلت زرقاءها، عن الركب الواقف في المحطات على أهبات السباق..
هل أبقى من بعد نظرها ذلك الأديم ممتداً...؟
نكست رأسها الزرقاء...،
رفعته...
تمتمت:
فضاء السماء وإن عجَّ.. لا يتغير..
الشجر يتوارث النماء..
النبع لا يجف على مدى تهاطل المطر..
يأتون ويذهبون.. ومد النظر صحائف..
أبواب يلجونها، ثم يغادرونها..
المفاتيح ليست صدئة على كل حال..
اليمامة تعاتب..
النبع يتبسم بمرارة يقول لها:
من لا يميز الماء النمير...
يستطعم العفن..!
تمضي اليمامة لغصنها..
تفرش جناحيها..
تمشطهما بمنقارها..
تعاود بث النظر في الفضاء الذي لا يُغلق....!