بدعوة كريمة من معالي مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الدكتور محمد العقلا غادرت الرياض متوجهاً إلى المدينة المنورة طيبة الطيبة لحضور البرنامج الذي تنظمه الجامعة ضمن برنامجها الثقافي وكان ضيف اللقاء صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة لإلقاء محاضرة بعنوان (منهج الاعتدال السعودي) وحواراً مفتوحاً لسموه أجاب فيه عن أسئلة الحضور من العلماء والمثقفين والإعلاميين وطلبة العلم وأثبت بالأدلة منهج الوسطية والاعتدال الذي طبقته المملكة طوال المائة عام الماضية في جميع أعمالها سياسياً واقتصادياً وفكرياً واجتماعياً وأمنياً وترسيخ وتأكيد الاعتدال فهو ملازم لمنهج الدولة، فتحية للجامعة الإسلامية على جلائل الأعمال التي تقوم بها عبر رسالتها وما تتيحه من الفرص للالتقاء بأعلام المجتمع في رحابها في مختلف المجالات وأحيي سمو الأمير خالد الفيصل على محاضرته وحديثه الممتع وتواصله مع صروح العلم ومنارات الثقافة والفكر والمعرفة. أسأل الله له العون والتوفيق والسداد.
لا شك أن منهج الاعتدال السعودي هو تأكيد على المنهج الوسطي الذي يمثل سماحة الإسلام وهو ما تدعو إليه الرسالات السماوية ومواجهة التحديات وهو ما ينبغي أن نهتم به في هذا العصر ليأخذ مساره الحميد فهو سمة حضارية ودينية تسير عليه المملكة منذ تأسيسها وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الخير في أمتي إلى قيام الساعة)، والتطرف صناعة غير محلية فهو عبر تاريخه مستورد من الخارج وليست له أصول شرعية أو اجتماعية في الكتاب والسنة وتراثنا الخالد فالإسلام تميز بالوسطية والاعتدال مما جعل بلادنا مضرب المثل بأصالتها المتميزة ومعاصرتها لضروب التقدم مما يزيد ويوثق الألفة والنهضة والتطور ونشر ثقافة الاعتدال الذي هو الأساس والمرتكز وعليه يقوم البنيان ويجتمع الشمل وتتوحد الكلمة وهو المنهج الذي أرسى عليه الملك عبد العزيز رحمه الله دعائم البلاد منذ تأسيسها وتحية للجامعة على استضافة أبرز العلماء والمفكرين والمسؤولين لعرض تجاربهم ومناقشة أفكارهم وأطروحاتهم مع منسوبي الجامعة وطلابها والحضور المتنوع الذي تشهده أنشطة برنامجها من كافة شرائح المجتمع.
وبعد: فكم نحن في حاجة إلى ترسيخ منهج الاعتدال وتعزيزه والإفادة منه وتحصين الشباب وترسيخ منهج الاعتدال وتأصيله بما يتناسب مع هذا العصر عصر تدفق المعلومات ووسائل الإعلام وفق عمل منهجي واضح ومراكز دراسات وبحوث في إطار من المحبة والتآخي والاعتزاز بالثقافة العربية الإسلامية وبناء الشخصية المسلمة المعتدلة ونسأل الله التوفيق لمواصلة العمل على كل ما فيه عزة ديننا وخير أمتنا وتقدم بلادنا وحفظ الله بلادنا وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار والرخاء.
أمين عام دارة الملك عبد العزيز السابق