في جدلية تاريخية و صراع عاطفي.. من بعض المنتمين لأندية الأهلي والنصر حول النادي الأحق والأجدر بلقب (النادي الملكي)، وظهور بعض الأصوات المخالفة.. فالأهلاويين يرون أن ناديهم يستحق هذا اللقب الكبير ومبرراتهم ودوافعهم أنه صاحب الرقم القياسي في الفوز بكأس الملك بواقع إحدى عشر بطولة، كما أنه يحمل الشعار المكون من (السيفين والنخلة) واللونين الأخضر والأبيض.. ومنهم من ربط هذه الأحقية أن النادي الراقي لعب في صفوفه نجل الملك عبد الله -حفظه الله- الأمير (خالد بن عبد الله) الذي مثله في خط الوسط في حقبة التسعينيات الهجرية من القرن الفائت.. أما النصراويون فيرون أن ناديهم هو الأحق بهذا اللقب النوعي على لسان المتحدث الرسمي باسم نادي النصر.. الذي أكد جدارة ناديه بهذا المنجز التاريخي واللقب الاستثنائي، كما أن بعض عشاق (الأصفر والأزرق) يرون جدارة ناديهم بلقب النادي الملكي.. كونه أول فريق سعودي يترأس مجلس إدارته وزعامته ابن ملك وهو الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله- الذي دخل الرياضة عبر بوابة البيت النصراوي في النصف الأول من عقد الثمانينيات الهجرية وصنع أمجاد ناديه الذهبية، وتكرار استخدام لقب( النادي الملكي) بالتزامن مع شعار الفريق الجديد الذي تم تدشينه في البيت الأصفر.. رغم أن هذه المبررات غير المنطقية والدوافع غير العقلانية لا تستند إلى معايير التصنيف السليمة، وأساليب التثبيت ومنهجية التوثيق الرصين التي تؤكد أن هذا اللقب التاريخي لايستحقه إلا من جاءت تسميته من قبل مقام (الملك) شخصيا.. ومعروف أن نادي الهلال الذي تأسس على يد رائد الحركة الرياضة الأول ورمزه الراحل الشيخ عبد الرحمن بن سعيد -رحمه الله - عام 1377هـ، أطلق عليه جلالة الملك سعود-طيب الله ثراه- هذا المسمى التاريخي بعد عام ونيف من نشأته وهو الذي كان يحمل اسم (الأولمبي) بعد إعلان قيامة وتأسيسه مباشرة، وقصة هذا الحدث التاريخي الذي منح الهلال لقب (النادي الملكي) بلغة الوثائق ولسان الحقائق.. كما ذكرها عميد المؤرخين الرياضيين الكبير الدكتور (أمين ساعاتي) في موسوعته العملاقة والثرية (تاريخ الحركة الرياضية بالمملكة)..يقول الساعاتي: بعد تأسيس الأولمبي لعب الفريقان الثنائي الأولمبي وشباب الرياض (الشباب حاليا) مع الثنائي أهلي الرياض (الرياض حاليا) والكوكب في مباراة ثنائية على كأس الملك بحضور جلالة الملك سعود-رحمه الله - وفي أثناهذه المواجهة التاريخية سأل -الملك الراحل- عن أسماء الأندية المتبارية إمامه فعرفوه باسمائها.. وحينما جاء اسم الاولمبي تسال - رحمه الله - لماذا النادي باسم غير عربي..!؟ ثم أمر كل من محمد الدغيثر ومحمد الصائغ بإبلاغ إدارة الاولمبي بضرورة تغيير اسمه إلى اسم عربي وإمام ذلك اتفق أعضاء النادي الاولمبي على بعض الأسماء واستقروا على رفع ثلاثة أسماء هي (اليمامة - والوحدة- الهلال) فرفعت هذه الأسماء إلى جلالة الملك سعود لأخذ موافقته على أحدها.. فشطب على الاسمين الأوليين وأبقى الاسم الثالث وهو (الهلال). انتهى كلام «قاضي التاريخ الرياضي» أمين ساعاتي..! ولن تنتهي حكاية من هو الأجدر والأحق بلقب النادي الملكي، طالما أن هناك ثمة في وسطنا الرياضي من تقوده ميوله الفاضحة وعاطفته المتراكمة في قوالب التشجيع والانتمائية والتعصب الممقوت، وتأخذه الأهواء والمزاجية إلى توزيع الألقاب واصداروالإحكام بصوره مخالفة للأعراف التصنيفية والقيم التاريخية والمعايير العلمية والمنهجية التوثيقية.. كما حدث مع جدلية لقب النادي الملكي الذي حسمه (التاريخ ) الموثق بالأدلة الدامغة والشواهد الحية والحجج الواضحة.. لصالح الهلال.. بتوقيع الملك سعود..!