لم أتوقع أن يحدث هذا العنوان ردود فعل عندما أشرت إليه في الزاوية السابقة قبل أن أوضح ما أعنيه في هذه الزاوية، ولم أتوقع ما أحدثه من تأويلات منها ما تلقيته مباشرة عبر الاتصال الهاتفي من كثير من التشكيليين، أو على الإيميل من قراء الصفحة التشكيلية، عشاق ومحبي الفنون التشكيلية، البعض منها إيجابي، والبعض يطالب بعدم العودة للعتب أو المحاسبة، والبعض كان عجيباً في تأويله حينما توقع أن كشف المستور موجه لجمعية التشكيليين التي بدأت بتلبية رغبات الفنانين في فتح فروع لها في مناطقهم، ومع أن لكل فرد رأيه، فكل إناء بما فيه ينضح، ولم تعد جلودنا تتألم من سياط ألسنة الأحبة التي يمنحوننا بها كثيراً من الحسنات، إلا أن ما عنيته يعيدنا إلى بداية تأسيس الجمعية وما تبع ذلك من هجمة شرسة من بعض التشكيليين، لا زلت أنا وزملائي من أعضاء الهيئة الإدارية المعنيين بتلك الهجمة نجهل أسبابها، فقد جاءت في أول أيام ولادة الجمعية، حيث أثار هؤلاء المندفعون وأججوا الساحة وتبعهم من تبعهم من متصيدي الأخطاء، رغم وجود مبرر للوقوع فيها كون الجمعية تخطو أولى خطوات التأسيس، متلمسة الصواب لمعرفة الطريق الصحيح.

فالمستور هنا، ما كشفته مرحلة فتح الفروع إذ إن هؤلاء المعادين للجمعية ومن فيها، يرون أن قيام المسؤولين في الجمعية بفتح الفروع حفظاً لماء الوجه، ما دل على جهلهم أن الفروع أبرز أهداف الجمعية، وتمت بناءً على رغبات الفنانين أنفسهم وليس تكرماً من الجمعية، كونها ستمثل المناطق التي تتواجد فيها بعيداً عن الجمعية إلا في بعض الإجراءات الإدارية،، فأصبحت الفرص متاحة لهؤلاء للانضمام إليها وتعويض الساحة عما اعتبروه فشلاً في الجمعية (الأم)، فالفروع هي مصدر الثمار، و(الميدان أمام حميدان) كما يقول المثل، أن كانوا صادقين في تصحيح الأخطاء وللابتعاد عن سعيهم ولعبهم بالورقة الأخيرة في مواقفهم، التي يسعون بها لإحباط وتهبيط عزائم الشباب بالتقليل من أهمية فتح الفروع، ونشر تهمة أن الأمر لا يعدو جمع رسوم لمصلحة الهيئة الإدارية.

لنطرح السؤال، ماذا بعد أن انكشفت عيوب الساحة لمن غابت عنهم الحقيقة، ولم يكن العيب في الهيئة الإدارية بالجمعية..؟.

اختم ببيت يبرئ فيه الشاعر زمانه من العيوب، بعد تعديله ليوافق الموضوع مع اعتذاري للشاعر -رحمه الله- وأهديه لمن انكشفت نواياهم التي لا زلنا نحسن الظن فيها:

أعابوا جمعيتنا والعيب فيهم..

وما لجمعيتنا عيب سواهم

وصولا إلى البيت القائل:

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ

وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا

(الأسبوع القادم: قيادات شابة لمستقبل الفن التشكيلي)