خطت جمعية التشكيليين خطوة نوعية بفتحها فروعًا لها في مناطق المملكة، وهذه الخطوة كان من المفترض أن تكون قبل سنوات، ولكن أن نصل متأخرين خير لنا من أن لا نصل أبدا.
المشكلة أمام الفروع مثل تلك المشكلة التي واجهت مجلس الإدارة، عندما نعرف المشكلة ونحللها لنعرف كيف نعالجها ونتلافاها.
فأولاً لا بد من الاعتراف بها كمشكلة, وهي أن جمعية التشكيليين هي تجمع مدني له استقلالية تامة من حيث التخطيط والتنفيذ والدعم المادي، بيد أن مجتمعنا والتشكيليين جزء من هذا المجتمع لا يعي معنى التجمع المدني، ويفتقر إلى ثقافة التطوع، وهنا المشكلة الحقيقة، فنحتاج إلى سنوات عديدة لتغيير هذا المفهوم.
فهل استفادت الوزارة من تجربتها السابقة بتأسيس مجالس الجمعيات لتتلافاه مع الفروع.!؟ جمعية التشكيليين عادت يا وزارة الثقافة، فهل عدتم لدعم الفروع؟ فهذه الخطوة تعد إحدى القواعد الأساسية لبنية الفن التشكيلي، فهي أشبه بالإنسان دون أطرافه، فمجلس الجمعية كيان الإنسان والفروع هي أطرافه ألم تكن كذلك شأنه شأن ذلك المُقْعَد الذي يعتمد على العطف والمساعدة من قبل الآخرين..!!
الحقيقة أن هذه المرحلة تحتاج إلى عقلية إدارية ودراية لمرحلة تعتمد عليها هذه المؤسسات والأجيال القادمة.
فعندما نستطلع المشهد الثقافي من تجمعات مثل النوادي الأدبية والجمعيات الأخرى نجدهم بين المد والجزر، واثقين بأن هذا مخاض طبيعي لمرحلة التأسيس، ولا سيما أن هذه الخطوة غربلت التشكيليين بين الباحث عن المصلحة العامة وبين مخربين وهادمين لكل بناء، وبغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع إدارة الجمعية فإن هذا لا يعطيني الحق في الوقوف حجر عثرة أمام هذه الخطوة التي تؤسس لبنية تحتية للفن التشكيلي في المناطق.
الغريب في الأمر أن نسمع أن هناك فنانين أخذوا على عاتقهم الوقوف أمام فتح الفروع لأسباب شخصية، وهذا التفكير يدل على عدم أهليتهم ليكونوا فنانين ..! الفنان - يا إخوان - أخلاق وقيم.. هو تركيبة من المبادئ.. عندما أطلع على تصريحات أحد هؤلاء بنعت أو بإحباط أو حتى بقذف أحد زملائه ينتابني شيء من الحيرة والتساؤل: ما الذي يجعل هذا الإنسان يقف بكل جوارحه عقبة أمام كل جميل.
الشاهد هنا؛ أن الفن التشكيلي في حاجة إلينا الآن أكثر من أي وقت مضى، فهلا نراجع حساباتنا ونتجرد من «الأنا» لنضع المصلحة العامة نُصْبَ أعيننا ونرتقي بفننا وأرضنا وأمتنا لنتفاخر بها بين الأمم..؟!
jalal1973@hotmail.com