|
مكة المكرمة/ فهد العويضي / تصوير/ سليمان وهيب:
إذا كانت عجلة المشاريع التي تشهدها مكة المكرمة تسير بشكل قوي وفاعل فإن شح الاسمنت قد يؤخر حركة البناء والتعمير ما لم يكن هناك تحرك عاجل من قبل وزارة التجارة والصناعة والجهات المختصة لضبط عمليات بيع الاسمنت بأسواق مكة بعد أن أصبح المنتج شبه مفقود وتحولت سوقه إلى سوق سوداء لتزيد معاناة المواطنين. فالمنتج أصبح يباع بأسعار مرتفعة لا يستطيع الكثيرون من الراغبين في البناء شراءه. «الجزيرة» تجولت بمواقع بيع الاسمنت وبما يعرف بالبرحات والتقت بعض البائعين والمواطنين حيث أنكر الباعة عدم ارتفاع الأسعار لكنهم تحدثوا عن غياب الاسمنت بأسواق مكة المكرمة بينما رأى المواطنون أن ممثلي وزارة التجارة والصناعة بمكة المكرمة متواجودون في المواقع ويحرصون على توزيع الكميات المتوفرة بين المواطنين بالتساوي، وقالوا: إن سبب عدم الحصول على الكميات الكافية من الاسمنت يعود إلى أن السيارات تقف بحمولتها خارج مداخل مكة المكرمة حتى من بعد منتصف الليل وتبدأ بالدخول إلى مواقع البيع ينتظرها السماسرة من المقيمين من أصحاب القلابات الذين تتم توزيع الحمولة بينهم بالتساوي والوقوف بها في مكان آخر لبيعها في السوق السوداء بسعر يصل إلى 25 ريالا في الصباح الباكر لمن هم محتاجين إليه تعود الأسباب كذلك، كما أفادوا أن بعض المواطنين يقومون بشراء كميات كبيرة من تصاريح البناء يتم جمعها من أقربائهم ليحصلو بموجبها على كميات من الاسمنت ثم يلجأون إلى إخفاء هذه الكميات ومن ثم بيعها عن طريق مقيمين من أصحاب القلابات بسعر 22 ريالا و50 هللة في السوق السوداء. ويتساءل سليمان الحربي صاحب عمارة سكنية لماذا هذا الارتفاع هل هو شح في إنتاج المصانع أم أن المصانع تلجأ للتصدير؟ فشاحنات الاسمنت اختفت من البرحات ونحن نترقب الاسمنت لإكمال عمائرنا السكنية التي أصبح العمل يسير فيها ببطء. ويقول المواطن حمد العمري: من بعد صلاة الفجر نحضر إلى مواقع بيع الاسمنت للحصول على الكميات من قبل ممثل وزارة التجارة الذي يقوم بالتوزيع حسب الكميات الموجودة بمساعدة الدوريات الأمنية التي تقوم بفك الاشتباكات التي تحدث أحيانا بين المواطنين بسبب عملية الشراء. والتقت «الجزيرة» بممثل الوزارة عادل الطارقي الذي تواجد مبكرا لأخذ أسماء المواطنين أولا بأول حتى لا يكون هناك خلط في أسماء المشترين، وقال الطارقي نقوم بتوزيع أكياس الاسمنت بين المواطنين بالتساوي، ويقول المواطنغازي حميد المطرفي: البعض يأتي لشراء الاسمنت لحاجته لإكمال عمارة سكنه ولا يحصل إلا على 50 كيسًا فقط، وشح الاسمنت ونفاذه بسرعة يعود لوجود مواطنين أمام سيارات بيع الاسمنت ولديهم تصاريح يحصلون عبرها على كميات من الاسمنت والاتفاق مع أحد أصحاب القلابات وأخذها لأماكن بعيدة عن أعين الرقابة وبيعها في السوق السوداء بسعر يزيد عن 23 ريالا وقد يصل في فترة المساء إلى 25 ريالا وهذا كله لحاجة المواطن للاسمنت حتى لا يتعطل مشروعه وكان ممثل التجارة الطارقي قد ناشد المواطنين بالتعاون مع لجان التجارة للقضاء على السوق السوداء التي يساهم فيها بعض المواطنين بشكل كبير ونحرص ألا نعطي أي مقيم من أصحاب القلابات أي كمية من الاسمنت ما لم يكن معه مواطن سعودي وهذه إشكاليه نواجهها في مواقع بيع الاسمنت. من جانبهم طالب المواطنون بمواقع البيع بتخصيص دوريات لمراقبة سيارات بيع الاسمنت لما بعد منتصف حتى لا يكون هناك تلاعب في البيع ليلا قبل وصول ممثلي الوزارة وكذلك مطالبتهم لدوريات امن الطرق لإجبار السيارات المحملة بالاسمنت والمتوقفة على مداخل مكة بالدخول إليها حتى تكون تحت مراقب الدوريات الأمنية وعدم تحركها من برحات البيع وتسليمها إلى لجان الوزارة وبهذا يتوفر الاسمنت ويقل حجم الطلب.