تميَّز الداعية إلى الله تعالى الشيخ يوسف المطلق - رحمه الله - بحرصه على الدعوة إلى الله, ولقد رأيتُه مراراً يلقي كلمات إرشادية في المساجد, وسمعتُ من درر كلامه عبر وسائل الإعلام في إذاعة القرآن الكريم والأشرطة المسموعة, في كلام لا يُملُّ لعذوبته, وقد لمستُ فيه عندما التقيتُ به أول مرةٍ أدبه الجمّ وأخلاقه النبيلة, وتواضعه, وبشاشته وكريم خصاله, يُزِّينُ مجلسه والحديث معه الظرافة والمُلَح التي تضيف جوَّاً مُعطَّراً بديعاً, كما أقترح أنْ يعاد بث محاضراته التي سبق أنْ بُثَّت عبر الإذاعة وغيرها.
إنَّ الشيخ يوسف المطلق - رحمه الله - حاز نصيباً وافراً من العلم الشرعي, وذُكر لي أنَّه أفاد من علماء أجلاء في مجالسته لهم من أبرزهم نائب سماحة المفتي في زمنه الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - وغيرهم من العلماء مما يستحق معه العناية بكتابة ترجمةٍ موسعةٍ عنه - رحمه الله - وإتحاف القراء بها.
ولقد كان من أعمال الشيخ الجليلة احتسابه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وكنتُ سألتُ والدي - رحمه الله - عنه فذكر لي أنَّ له جهوداً محمودة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كان أول لقائي بالشيخ بعد صلاة الظهر في أحد مساجد العليا بالرياض قبل خمسة عشر عاماً تقريباً, بلا موعدٍ سابق, وبعدها التقيتُ به بعد حضوري لمحاضرةٍ ألقاها في أحد مساجد جلاجل بسدير, ومما تميَّز به الشيخ فراسته القوية, التي أنعم الله بها عليه, وهو من معبِّري الرؤى المشهود لهم بالصلاح والتقوى, بل كان في زمن مضى لا يعرِف الناس غيره في هذا العلم, وقد سمعته ذلك الحين في إحدى محاضراته يقول: إنَّه في آخر الزمان تكثر الرؤى الصادقة في الناس مما يتطلب الأمر إلى وجود كثير من المعبرين، ولعل الله يمنُّ على بعض عباده معرفة تأويل الرؤى وذلك لأجل أن يعبروا للناس ما يرونه من رؤى, وها نحن نرى الآن كثرة المعبرين عبر وسائل الإعلام المتوافرة, وهؤلاء المعبرون ينقسمون إلى أقسام لا مجال لذكرها الآن, وعلى المرء أنْ يكون متبعاً لما ورد في السنَّة النبويَّة المطهَّرة حيال ما يرى, ولا يقص رؤياه على كل من رآه, بل يقصها على المحب والناصح.
لقد أديت صلاة الميت على الشيخ يوسف المطلق ورأيتُ الجموع الكثيرة الذين اكتظَّ بهم جامع الراجحي وجنباته رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى في الجنة وجمعنا به في جنات عدن, وبارك في ذريته وأهل بيته.
عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري
خطيب جامع بلدة الداخلة (سدير)